الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
افتتح أكبر مؤتمر دولي حول المناخ صباح اليوم الاثنين في باريس بحضور 150 رئيس دولة وحكومة على أمل التوصل إلى اتفاق تاريخي للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال مانويل بولغار فيدال وزير البيئة البيروفي الذي ترأس المؤتمر الدولي السابق حول المناخ وسيسلم الرئاسة الى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "العالم يواجه تهديدين رهيبين، الإرهاب والتغير المناخي".
وغادر جلالة الملك عبدالله الثاني، أرض الوطن يوم أمس، للمشاركة في أعمال المؤتمر، حيث يلقى جلالته، خلال جلسات المؤتمر، كلمة الأردن، كما يلتقي عددا من رؤساء الدول والقيادات العالمية المشاركة.
والأردن من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيّر المناخ العام 1993، كما بذلت المؤسسات الأردنية جهودا كبيرة لبناء القدرات الوطنية لتوثيق الانبعاثات من الغازات الدفيئة، وصولا إلى إطلاق أول سياسة وطنية للتعامل مع تغيّر المناخ بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ووصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منذ الصباح الباكر لاستقبال قادة الدول والحكومات في باحة المعارض في لوبورجيه (شمال باريس) التي تحولت لهذه المناسبة الى حصن بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الدامية.
ويصل الرؤساء الأميركي باراك أوباما والصيني شي جينبيغ والروسي فلاديمير بوتين والهندي ناريدندرا مودي وآخرون خلال الصباح تحت حراسة مشددة من قرابة 2800 شرطي وعسكري.
وبعد افتتاح المؤتمر قرابة الساعة 10,00 (11,00 تغ) سيقف المشاركون دقيقة صمت تكريما لضحايا اعتداءات باريس البالغ عددهم 130 شخصا.
وأمس، وقف العديد من القادة الدوليين من بينهم أوباما ورئيسة تشيلي ميشيل باشليه ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي امام مسرح باتاكلان في باريس حيث وقع أكبر عدد من الضحايا خلال الاعتداءات وكان 90 شخصا.
وخلال المؤتمر سيعبر كل قائد بدوره ولثلاث دقائق كحد اقصى عن التزام بلاده حول المناخ.
وشهدت نهاية الأسبوع الماضي أكثر من ألفي مسيرة في مختلف أنحاء العالم لللمطالبة بـ"اتفاق قوي حول المناخ" تخللتها صدامات في باريس أسفرت عن أكثر من 300 عملية توقيف.
وصرح وزير الخارجية لوران فابيوس الذي سيتولى رئاسة المؤتمر لإذاعة فرانس إنتر اليوم "أنه مؤتمر الأمل الذي يمكن أن يغير الكثير من الأمور".
من جهته، دعا أوباما إلى "التفاؤل حول ما يمكننا تحقيقه".
ويشارك في المؤتمرعشرة آلاف مندوب ومراقب وصحافي ليكون بذلك أكبر مؤتمر للأمم المتحدة حول المناخ يضم أكبر عدد من قادة الدول خارج الجمعية العامة السنوية للمنظمة الدولية، وأكبر تجمع دبلوماسي في تاريخ فرنسا.
والهدف من المؤتمر الذي يستمر أسبوعين هو إعداد الاتفاق الأول الذي تلتزم بموجبه الأسرة الدولية بخفض انبعاثات غازات الدفيئة من أجل حد ارتفاع حرارة الغلاف الجوي إلى درجتين مئويتن مقارنة بالفترة ما قبل الثورة الصناعية.
وبات مثبتا أن حرارة الأرض تزداد ارتفاعا بسبب الغازات الناتجة عن احتراق مصادر الطاقة الأحفورية وأيضا بعض أساليب الإنتاج الزراعي وقطع الأشجار بشكل متزايد كل عام.
ومن باكستان إلى جزر في المحيط الهادئ، ومن كاليفورنيا إلى كروم فرنسا، ينعكس اختلال المناخ بشكل كبير على مناطق بكاملها متسببا بالجفاف وتراجع السواحل أمام البحار وتآكل الجرف القاري نتيجة ارتفاع نسبة الحموضة في المحيطات.
ويخشى العلماء إذا ارتفعت حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين أن يؤدي ذلك إلى حصول أعاصير بشكل متكرر وتراجع العائدات الزراعية وارتفاع مياه البحار لتغمر مناطق مثل نيويورك (الولايات المتحدة) وبومباي (الهند).
وتحضيرا لمؤتمر باريس، عرض قادة 183 بلدا من أصل 195 خططهم لخفض الانبعاثات وهي مشاركة كاد أن يفقد الأمل من حصولها ورغم ذلك لا يزال ارتفاع الحرارة يسير نحو زيادة بثلاث درجات مئوية.
ويرمي المؤتمر إلى إعطاء "دفع سياسي" لعملية المفاوضات التي لا تزال صعبة وغير مؤكدة إذ تطاول المسالة أسس الاقتصاد والتنمية.
وقال فابيوس "إن المشاركة الكثيفة (للقادة) دليل على ضرورة التدخل بشكل ملح"، إلا أنه أبدى "تفاؤلا حذرا ونشطا".
وفي وقت سجلت غازات الدفيئة مستويات قياسية جديدة في العام 2014، تبدو المفاوضات صعبة إذ إن جميع الدول لديها "خطوطها الحمر" التي لا تريد تجاوزها. فدول الجنوب مثلا تدعو الشمال المسؤول تاريخيا عن ارتفاع حرارة الأرض إلى الوفاء بالتزاماته المالية.
ومن المفترض أن يلتقي المفاوضون الذي يخضعون لضغوط من أجل تحقيق تقدم مجددا اعتبارا من مساء اليوم بعد أن استأنفوا أعمالهم أمس.
ويشهد اليوم أيضا العديد من اللقاءات الثنائية التي تتناول مواضيع أخرى غير المناخ.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب عن الأمل في لقاء نظيره الروسي وذلك بعد أن أسقط سلاح الجو التركي طائرة حربية روسية فوق الحدود السورية الثلاثاء.
وقال فابيوس "ستنظم العديد من اللقاءات الثنائية فالجميع يريد استغلال الفرصة للقاء بعضهم البعض".
وستخضع حركة المرور في العاصمة الفرنسية لقيود مع انتشار 6300 شرطي وعسكري، كما دعت السلطات السكان إلى تفادي الخروج تحسبا لازدحام خانق في وسائل النقل العام.