الرئيسية أحداث منوعة
أحداث اليوم -
في الوقت الذي ننشغل فيه باستخدامات الهواتف الذكية، التي تفوق الحصر، يجب ألا ننسى هواتف "نوكيا" التي سيطرت على عقول المستخدمين لفترة ليست بالقصيرة، واستمرت في تقديم "الموديلات" من "3310" حتى الـ"6600"، والتي كانت حافلة بالعديد من المزايا، واعتبرت فتحًا وقتها من شدة تطورها، بدايةً من التصوير الملون إلى النغمات والألعاب المجسمة وغيرها.
من بدايته، حرصت "نوكيا" على تحديث هواتفها بشكل مستمر، بدءًا من اللعبة الشهيرة "Snake"، والتي كانت تتطور مع كل موديل تقدمه الشركة، وصولاً إلى إضافات الكشاف والراديو والكاميرا التي كان لها الأسبقية في تقديمها للمستخدمين.
وكان امتلاك موبايلات الـ 6600، الشهير بالـ"الدب"، والـ7610 الشهير بالـ"دمعة"، وهواتف الـN70 وغيرها، أمرًا من قبيل الترف، لا يقدر عليه إلا الأغنياء الذين يستطيعون دفع 3 آلاف جنيه في "عِدة" موبايل، بينما كان على البسطاء أن يكتفوا بالنظر إليهم وإلى ما يتمتعون به من "تكنولوجيا رهيبة" في حسد.
حملت هذه الهواتف "البدائية" ذكريات جميلة لن يعرفها إلا من عاشها، جيلاً بعد جيلاً، كبرنا وكبرت معنا، أبدعنا في كتابة "أكواد" الأغاني وتأليف النغمات، والتي كانت نادرًا ما تصدر منضبطة بشكل كامل، وغالبًا ما كنت تؤدي إلى نتائج مضحكة، لذا كانت محلات الموبايلات المتخصصة التي تبيعك النغمة بـ 50 قرش، وتنقلها لك عبر "الوصلة" أو "الإنفراريد" أو"البلوتوث"، في عصر ما قبل "الواتس آب".
يروي أحمد رضا، إحدى ذكرياته معها، قائلاً إنه أول ما أن اشترى والده موبايل "نوكيا" حتى كان يحمله أمام أصدقائه "على سبيل الفشخرة"، وأن هذه "العدة" من فرط قوتها اعتاد والده على أن يلقيها في الأرض كلما غضب دون أن يحدث لها شيئًا.
بينما يروي علي إبراهيم، أنه كان يملك هاتف 3310، وذات مرة سقط منه من الدور الرابع، ما أصابه بالفزع فركض سريعًا ليلحق به متوقعًا تحطمه، ولكنه فوجئ به سليمًا لم يصب بخدش واحد، وأضاف: "موبايل حديد وكانت بطاريته بتقعد معايا 3 أيام، مش زي دلوقتي".
إلا أنه مع الوقت حققت شركات جديدة على الساحة كسامسونج وآبل طفرة هائلة في عالم الهواتف، وسبقوا نوكيا بسنوات ضوئية، فأنتجوا الموبايلات التي تعمل باللمس والهواتف الذكية، وبمرور الوقت تلاشت شركة نوكيا من على الساحة، وصارت هواتفها التي كانت تُبهرنا ونحلم بشرائها، أنتيكات نحتفظ بها في منازلنا، في انتظار شركة أخرى تخترع شيئًا أكثر تطورًا تسحب به البساط من تحت الهواتف الذكية وتحولها بدورها إلى أنتيكات.
يُذكر أن شركة "مايكروسوفت" قامت بشراء كل أسهم نوكيا عام 2013، بعد أن حدثت شراكة استراتيجية بين الشركتين، كجزء من هذه الشراكة ستتضمن جميع أجهزة نوكيا الذكية نظام التشغيل ويندوز فون ومازالت تعمل بها حتى الآن.