الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
اعلنت المعارضة السورية مساء الجمعة قرارها بالموافقة على ارسال وفد الى جنيف لاجراء محادثات، بعد ساعات على عقد اول اجتماع بين الامم المتحدة ووفد الحكومة السورية في اطار المفاوضات لحل النزاع في سوريا.
وقررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اثر اربعة ايام من المشاورات المكثفة في العاصمة السعودية، ارسال وفد الى جنيف، مشددة على ضرورة البدء بتطبيق قرار مجلس الامن 2254 خصوصا لجهة ارسال المواد الغذائية الى المناطق المحاصرة ووقف عمليات القصف على المدنيين، قبل التفاوض.
واعلنت الهيئة العليا في بيان رسمي انها قررت التوجه الى جنيف للتباحث مع الامم المتحدة "كمقدمة للعملية التفاوضية" بعد ان حصلت على "دعم المنظمة الدولية لتنفيذ الالتزامات الانسانية الواردة في قرار مجلس الامن الدولي 2254".
وجاء في البيان انها وافقت على "المشاركة بالعملية السياسية لاختبار جدية الطرف الأخر من خلال المباحثات مع فريق الأمم المتحدة لتنفيذ الالتزامات الدولية والمطالب الإنسانية كمقدمة للعملية التفاوضية وإتمام عملية الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية".
من جهتها قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان انها "تؤيد قرار الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية بالرياض المشاركة في مفاوضات مؤتمر جنيف لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بكامل بنوده".
وفي تغريدة على تويتر قالت الهيئة العليا للمفاوضات انها "تؤكد مجيئها الى جنيف للمشاركة في محادثات مع الامم المتحدة وليس للتفاوض".
وكانت الهيئة العليا اعلنت الخميس انها لن تشارك في المفاوضات قبل تطبيق مطالبها الانسانية، وابقت الامم المتحدة على المفاوضات التي بدات الجمعة بلقاء بين الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا ووفد الحكومة السورية.
وبدا واضحا ان المعارضة تتعرض لضغوط دولية مكثفة للمشاركة.
وكررت واشنطن خلال الساعات الماضية دعوتها الى المعارضين للتوجه الى جنيف من دون "شروط مسبقة".
وبحسب برنامج الاغذية العالمي، توجد 18 منطقة محاصرة في سوريا، فيما اكثر من 4,6 مليون شخص لا تصلهم مساعدات انسانية او يحصلون على كميات قليلة منها.
واعلنت الهيئة قبل يومين انها وجهت رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلبت فيه ان تلتزم الاطراف المعنية بتنفيذ القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الامن في كانون الاول/ديسمبر.
واعلنت في بيانها مساء الجمعة انها اتخذت قرارها بالمشاركة في المفاوضات "بناء على ما تلقته من دعم من الدول الشقيقة والصديقة خصوصا من خلال اللقاء الذي تم مساء اليوم مع السيد عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية"، وعلى كتاب من الامم المتحدة اكد الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الامن.
كما تحدثت عن حصولها على تأكيد من وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري حول "دعم بلاده لتنفيذ كامل القرار الدولي 2254 وبخاصة ما يتعلق بالوضع الإنساني عبر إنهاء الحصار وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين". واضافت ان كيري عبر ايضا "عن دعم الولايات المتحدة لتنفيذ الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية وفقاً لبيان جنيف 1".
وصدر بيان جنيف 1 في حزيران/يونيو 2012 ونص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة. ويعني هذا البند وفق المعارضة تجريد الرئيس السوري بشار الاسد من صلاحياته، بينما يتمسك النظام بان مصير الرئيس يقرره السوريون من خلال صناديق الاقتراع.
- بدء المحادثات -
وبدأت المحادثات في جنيف بعد ظهر الجمعة بلقاء بين دي ميستورا والوفد الحكومي السوري المؤلف من 16 عضوا على راسهم المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري. بينما ذكر مصدر قريب من السلطات ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سيشرف على المفاوضات من دمشق، اذ لم يتمكن من الحضور الى جنيف "لاسباب صحية".
وكان هذا الاجتماع بمثابة اشارة انطلاق الحوار الذي يرتقب ان يستمر ستة اشهر.
وسيجري الحوار بطريقة "غير مباشرة" اي يتفاوض الطرفان مع دي ميستورا الذي يقوم بدبلوماسية مكوكية بينهما.
وتأمل القوى الكبرى ان يتمكن السوريون من وقف النزاع الذي اوقع اكثر من 260 الف قتيل وتسبب بتشريد الملايين منذ اذار/مارس 2011.
وتنص خارطة الطريق التي حددت ضمن القرار الدولي 2254 الذي صدر في كانون الاول/ديسمبر على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وانتخابات في غضون 18 شهرا.
وتجمع عشرات المتظاهرين بعد ظهر الجمعة امام مقر الامم المتحدة في جنيف ورددوا هتافات تقول "الاسد والقاعدة نفس الوسائل ونفس المعركة" و"الاسد ليس الحل لمواجهة الارهاب، انه سببه".
وبدا واضحا خلال السنة الاخيرة ان القوى الغربية التي طالبت برحيل بشار الاسد في السنوات الاولى للنزاع، خففت من لهجتها في الاونة الاخيرة لتركز على ضرورة مواجهة تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والذي تعتبره التهديد الرئيسي.
وينفذ تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا منذ صيف 2014.
وقررت هولندا الجمعة الانضمام الى حملة الضربات الجوية في سوريا تلبية لطلب من واشنطن وباريس.
وينظر المجتمع الدولي الى مفاوضات جنيف على انها وسيلة لتركيز الجهود على مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على اراض واسعة في سوريا والعراق.
- روحاني يشكك في النتيجة -
وشككت ايران الداعمة للنظام السوري في امكانية التوصل الى نتيجة سياسية سريعة في جنيف.
وقال الرئيس الايراني حسن روحاني في حديث مع وسائل اعلام فرنسية ان التوصل الى حل سياسي للازمة السورية سيستغرق وقتا، مشيرا الى انه ينبغي تجنب الافراط في التفاؤل حيال ما ستفضي اليه المفاوضات.
واضاف "املنا ان نرى هذه المفاوضات تثمر في اسرع وقت. لكن سيكون مفاجئا ان احرزت نتيجة مبكرة جدا".
واضاف "المسألة السورية معقدة جدا. اعتقد ان الحل يجب ان يكون سياسيا، لكن من الصعب التوصل الى نتيجة في غضون اسابيع، عبر عدة اجتماعات. هذا سيكون تفاؤلا مفرطا، لان المسألة السورية معقدة الى حد كبير جدا".