الرئيسية أحداث البرلمان
أحداث اليوم -
أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ان الثورة العربية الكبرى صاغت أول معنى حديث لمفهوم كسر قيود الظلم، والحرب على المستبد، ونصرة الكبرياء الجمعي، لتكون الهوية العربية الممتدة، مصانة من محاولات الهدم والطمس والإلغاء، فكانت تلك الثورة ميلادا جديدا، لأمة تعلمت احداثيات مختلفة، في ربط الصمود مع الهدف، والقيادة مع التحدي.
وقال لدى رعايته حفل الجالية الاردنية في الامارات العربية المتحدة بمناسبة مرور مئة عام على الثورة العربية الكبرى الذي نظمه النادي الاجتماعي الاردني في مقره ببر دبي ان مئوية الثورة هي مناسبة نستذكر فيها يقظة العقل، وفزعة الكبرياء، وهمة الأجداد؛ الذين حمونا من وحشية المحاولات المتكررة والمستمرة لهدم حضارة كاملة، وشعوب لم تستكن يوما للذل والهوان.
ولفت الى ان الشريف الحسين علمنا أن ننهض من وعثاء الاختفاء، إلى منارات الحضور بعد نهضة التحرر، والبحث عن إثبات الوجود في معمعان حروب الوكالة، والاستعمار، والوهن.
واوضح الطراونة ان بين الثورة والثورة، مسيرة سنوات طويلة من التحديات، التي واجهتها الأمة، فصحيح أننا لسنا في أحسن حال، ونعاني من آثار الانقسام والفرقة، وأن الدماء وقعت فتنة بين شعوب وأنظمتها، لكننا نواسي أنفسنا بوحدة اللغة علها تهدينا إلى وحدة الصمود في وجه المتغيرات والتحولات الخطيرة في منطقتنا.
ونوه رئيس مجلس النواب الى ان احتفالاتنا بمئوية الثورة العربية الكبرى، تتزامن مع بحث شعوبنا عن فرص التغيير والإصلاح خلال سنوات الربيع العربي، التي اضحت علامة مؤلمة في تاريخ شعوبنا، بعد أن اكتشفنا ضعف جاهزيتنا في بناء البرنامج البديل، واعتماد نهج التعددية في المجتمعات، وتطويع الطموحات خدمة للحاضر والمستقبل.
واكد الطراونة ان التحديات تتضاعف خلال فصول الحرب على الإرهاب، والتي بلغت ذروتها في استفحال مرض التطرف في مناطق واسعة من بلادنا، ما يتطلب استعدادا مختلفا للمعركة، التي إن احتاجت للسلاح والعسكرية، فإنها تحتاج أكثر لسلاح الثورة الفكرية والثقافية والنهضة التنويرية، لتحصين الأجيال من مخاطر الفكر المتطرف المختل، الذي يقصي الآخر ويمحيه، باسم الدين الإسلامي، والدين من كل ذلك براء.
وشدد الطراونة على اننا نواجه في منطقتنا العربية كل تلك التحديات، وما زلنا أضعف في مستويات التضامن والتكامل في جهود مكافحة الفقر والبطالة، وتعظيم أرقام النمو والتنمية، خدمة لمجتمعاتنا التي تحتاج منا أن نبني قواعد القواسم المشتركة على أساس من إلغاء هوامش الخلاف والاختلاف، متطلعين لأن نعيد استحضار قيام الثورة العربية الكبرى، ونربط الهدف بالخطة، لنعيد التوازن للفعل العربي، ونكون أمة سليمة من أمراض الفرقة والشتات، والضياع.
واعرب الطراونة عن فخر واعتزاز الاردنيون جميعاً بابنائهم اينما كانوا خاصة ابناؤنا الذين يمثلون فخارنا وعزنا، وبياض وجهنا؛ في هذه الرقعة الطيبة، وعلى كل رقعة، من سندنا العربي، وشقيقنا العربي، أهل الإمارات، أميرا وحكومة وشعبا سائلا المولى عز وجل أن يعيد لأمتنا مكانتها، ولإرادتنا عزيمتها، ولقوتنا فعلها وأثرها، ولأجيالنا السلامة في وصل التاريخ مع الحاضر، إلى مستقبل مشرق بهي.