أحداث اليوم -

مكث الفنان الأردني منذر رياحنة، داخل مصحة للأمراض النفسية في الأردن لمدة ثلاثة أيام متتالية حاله حال أي مريض يعاني من اضطرابات نفسية، وفي مستشفى (الفحيص) أشهر مستشفى للأمراض النفسية والعقلية في الأردن كان الرياحنة يرافق المرضى مراقباً تصرفاتهم ومحاولاً معرفة أدق التفاصيل في حياتهم.

إصرار الرياحنة أن يعيش حالة المرض داخل المشفى وأن يكون مريضاً نفسياً بكل معنى الكلمة، جاء بهدف التعرف على معاناة النزلاء ومعرفة الآلية التي يفكرون بها وبالأخص ردود أفعالهم على ما يحدث حولهم وما يتلقونه من أخبار عن حياتهم الخاصة وعوائلهم، وذلك استعداداً لتصوير مسلسل (دقة قلب) الذي يجسد فيه الرياحنة شخصية “مريض نفسي”.

تدور أحداث المسلسل حول رجل يعاني من اضطرابات نفسية حادة يعيش أحداثاً غير موجودة على أرض الواقع، لكنه يؤمن بحقيقتها ليكتشف لاحقاً أنه يعاني من مرض صعب وبذات الوقت يكون في رحلة للبحث عن شقيقة المتوفي منذ زمن.

تدور أحداث درامية معقدة في الحلقات إلى أن تبدأ هذه العقد بالتحلحل أمام المشاهد مع الحلقات الأخيرة للعمل. المسلسل يعيد رياحنة إلى الدراما الأردنية وإلى شاشة التلفزيون الرسمي الأردني بعد طول غياب وبعد رحلة امتدت لعدة سنوات أمضاها في الدراما المصرية والعربية التاريخية، وعدد من الأعمال البدوية التي كانت ذات طابع عربي مشترك.

في هذا الصدد يقول الرياحنة، أنه أعلن مراراً وتكراراً عن رغبته في العمل داخل الأردن حال تواجد النص القوي والإنتاج المحترم، وهما الشرطان اللذان إن تواجدا فإنه لن يتوانى عن تقديم أي عمل أردني وبعد توافر هذه العوامل في (دقة قلب)، فإنه بات مجبراً على ما اعتبره “تلبية لنداء الوطن”، وعودةً لشاشته التي انطلق منها
وعن شخصيته التي يؤديها في المسلسل يصفها منذر بالشخصية المعقدة جداً التي يجتمع فيها عدد كبير من التناقضات والأدوار لتصب جميعها في حياة صحافي يعاني من عقد نفسية كبيرة و يضيف أن الشخصية مختلفة تماماً عن ما قدمه سابقاً وهو يؤدي دور يبتعد كلياً عن الحياة الطبيعية لأي إنسان.

عن رفضه عدد من الأعمال العربية فقد ذكر الرياحنة أن النص الذي عرض عليه وكتبته مخرجة العمل رولى حجي شده لدرجة كبيرة وجعله لا يفكر بأي عمل آخر، علماً بأنه كان متواجداً في القاهرة لتوقيع عقد لأحد الأعمال التي ستعرض في رمضان، ولكن بعد أن اتضحت الصورة مع مسلسل (دقة قلب) كانت له الأولوية قائلاً: “لا يمكن لأي عاقل أن يرفض النص الذي قرأته”.

الرياحنة يراهن على العمل ويتوقع أن يتم تسويقه عربياً فهو يعرض قصة مختلفة تماماً ونوع مختلف من الدراما التي اعتاد المشاهد أن يراها في رمضان، ويختم قائلاً: “أهم ما يميز العمل أنه قادر على تسويق نفسه والدراما الأردنية إلى الشاشات العربية الكبيرة وبالأخص الشاشات المصرية فالعمل ليس بالعمل العادي”، مؤكداً ثقته الكبيرة بالإضافة التي سيقدمها “(دقه قلب) إليه شخصياً وإلى الدراما الأردنية بشكل عام.
بطلة الفيلم إلى جانب الرياحنة الفنانة السورية ريما الشيخ، والتي تجسد دور الطبيبة المشرفة على علاجه في المصحة تصف التجربة بأنها مميزة جداً خصوصاً أنها تقف أمام واحد من عمالقة الدراما العربية، حسب قولها.

رغم أنها ليست التجربة الأولى مع الرياحنة بعد أن شاركت معه سابقاً في المسلسل التاريخي (الأمين والمأمون)، إلا أن مشاهدها كانت بعيدة بعض الشيء عن الاحتكاك المباشر معه.

الشيخ تقول أن ما يميز العمل مع منذر رياحنة أنه من الأشخاص الذين يعملون على تطوير الفنان المقابل له، ولا يحرم شريكه في العمل من خبراته المتراكمة التي يسخرها لنجاح الفريق بأكمله، كما أنه يهتم بأدق التفاصيل وهو فنان متعاون لأبعد الحدود يهتم بعمله بطريقة مميزة جداً.

تضيف الشيخ أن نص العمل يعتبر من النصوص المهمة جداً في الدراما العربية وتعتبر المشاركة بالعمل مغامرة كبيرة، نظراً لصعوبة وخطورة الدور والنص الذي ستقدمه.

“وجود الرياحنة والوقوف أمامه والنص المميز هما ما دفعاني لقبول العمل دون أي تردد”، بهذه الكلمات عبرت الشيخ عن سبب موافقتها السريعة على تقديم العمل.
العمل من تأليف وإخراج الأردنية رولى حجي والتي أجمع كل من الرياحنة والشيخ على أن وجودها في العمل منحه قيمة كبيرة كما أنها منحت روحاً جديدة في التصوير.
وأكد بطلا المسلسل أن المخرجة حجي تعمل معهم بروح الفريق الواحد فهي لا تستأثر بالرأي بل تهتم بتبادل وجهات النظر مع الممثلين ومناقشتهم حول العديد من التفاصيل وهو ما يؤثر إيجاباً ويمنحهم طاقة متجددة خلال التصوير.

يشارك في المسلسل عدد من نجوم الدراما الأردنية ومنهم ديانا رحمة، شاكر جابر وأشرف طلفاح.

استأثر العمل باهتمام واسع داخل الوسط الفني الأردني فأم العديد من الفنانين وصناع الدراما في الأردن مكان التصوير وكان على رأسهم نقيب الفنانين الأردنيين ساري الأسعد الذي حرص على متابعة مراحل العمل والتأكد من عدم وجود أي عوائق تواجه التصوير.

يذكر أن التلفزيون الأردني حرص هذا العام على إنتاج عملين يأمل من خلالها دخول المنافسة في المعترك الدرامي لشهر رمضان المقبل، بالإضافة لمسلسل (دقة قلب) يتم إنتاج عمل بدوي لمنافسة الأعمال البدوية خلال الدورة الرمضانية القادمة حيث ابتدأ تصوير مسلسل (العزيمة) وهو عمل بدوي يشارك به عدد من نجوم الدراما في الأردن ويخرجه الاردني محمد العوالي.