الرئيسية مقالات واراء
أصبحت معاناة الإتجاه الإسلامي المتمثل بجماعة الإخوان المسلمين ( الأصلية ) تظهر في كل يوم بشكل جديد .. لكن بدون رائحة ولا طعم ولا حتى لون .. فالجماعة التي أقيمت في العاصمة الأردنية عمان منذ سبعون عاماً أصبحت غير قانونية حسب ما شاء المجهول !! .. وأصابع الإتهام تطال الجميع رغم وسع صدر قيادات الإخوان الحقيقية ووعيهم لخطورة المسألة وكالعادة رغبتهم وتأكيدهم على عدم معاندة أو مواجهة الدولة التي ينتمون اليها رغم كل الظلم الحاصل .
توافق سياسي من اليمين واليسار وحتى الوسط الأخر حول عدم قانونية ما يحدث من اغلاقات وعدم سماح لإنتخاب مجلس الشورى ووقف الحياة السياسية والاجتماعية لأكبر حزب تنظيمي في المملكة الهاشمية منذ النشأة .. فالجميع ينظر الى الموضوع من زوايا عديدة تتلخص بقتل الحياة الحزبية السياسية والتي تمثل أكثر من 65% من الشعب الاردني والتي لا توافق على تمثيلها من بعض القيادات المفصولة من الجماعة والتي اتجهت لترخيص الجمعية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحمل سوى الإسم !!
لعل المنطق الحالي يفرض السكوت للجميع بسبب الأوضاع المجاورة للأردن .. ورغم موافقة تنفيذية الإخوان على المشاركة بالإنتخابات النيابية القادمة والتي أصبحت قريبة جداً بغض النظر عن المسمى إن كان الإخوان المسلمين أو جبهة العمل الإسلامي والتي تصب في نفس البئر العميق الذي سقى بماءه أرض هذا الوطن الجميل .. لكن الخوف من المفاجأت الجديدة التي تختبئ خلف جدار الحكومة التي لا زالت تبحث عن مخرج طوارئ أمام مجلس النواب الذي إجتهد بمعاداة الحكومة في الفترة الأخيرة لغرض الدعاية الإنتخابية والتي تعارض توجهات رئيس الحكومة الذي يطمح بتشكيل وزارة جديدة يضيفها الى سجله الذي طال وصمد في وجه كافة الإعتراضات الشعبية عليه وحصوله على (الثقة) في كل مفترق طرق رغم كل الخطابات الرنانة التي تصدعت بها جدران مجلس الأمة .
ومن وجهة نظر شخصية أعتقد أن ما يحصل هو ضغط على الجماعة للمشاركة بالإنتخابات التي قاطعتها منذ عدة دورات وجعلت منها عدم مصداقية أمام الشعب بنسبة التمثيل وغيره الكثير.. وإن صدقت القوائم الانتخابية الجديدة حسب قانون الانتخاب القادم فإن الجماعة سيضعون كامل قوتهم في الانتخابات القادمة من حشد واعداد للحصول على أغلبية المجلس للحصول على تشكيل حكومة تعيد لهم حقوقهم التي تضيع واحدة تلو الأخرى .. فهو القرار الأخير والخطير .