الرئيسية مقالات واراء
أصبح الفقر المميت من أكبر المشاكل التي تحتاج العلاج : حتى أصبح الفقير لا يجد أمامه سوي بيع ما تبقي من الأثاث،وافتراش الأرض،حتى أكلت الرطوبة ما تبقي له من عظام بالية،واستدانت النساء مراهنة علي ما تبقي لديها من مصاغ وحُلي كان ـ من أيام الزمن الأحلى!
وفي المقابل تسكع البعض من المخنثين : ليحتالوا علي الزوجات،لتقترض لهم القروض من الأهالي لأنها القروض التي لا ترد،تلك الأهالي التي ما زالت تعاني منذ أن زوجت لأمثالهم الصَبية،التي ولو كانت في بيت أبيها،ما أنفقوا علي الكلب بجوارها!
وهذا المقال كتب للذين يدعون أن الحال في مصر علي ما يرام : ونقول لهم لولا التسول والتسكع ورمي الجثث،ما تزوج ولا عاش هؤلاء الكلاب،الذين فقدوا التربية من الأساس،والذين لم يكن لهم نصيب من مكارم الأخلاق!
وانخدع الكرام فيهم فزوجهم لأنهم فقراء المال : فإذا بهم يفتقرون مكارمَ الأخلاق،بجانب فقر الدم وفقر المال،حتى أصبح الكل يراهم وهم يتسولون الطعام والدواء،وهم يجلسون في البيوت،يتفرجون علي التلفاز و علي (ما يسمي بالإنترنت ـ وابنه الهالك المسمي بالفيس بوك) يتفرجون ليلا ونهارا،فلا عمل بحثوا عنه،ولا دولةُ للفقر تركوها فهجروها،ولا غربة في سبيلها تغربوها،وذهبوا للبحث عن الرزق الحلال!
بل جلس قوم تبع في البلاد حتى يدمروها قبل أن يخربوها : فهم وأشياعهم لا يملكون إلا النفوس الرديئة،التي جعلتهم يتسولون وهم لا يخجلون،ويأكلون فلا يشبعون لأنهم لا يتذوقون،ويلبسون فلا يستترون لأنهم مشوهون،ويأخذون فلا يستزيدون لأنهم مستنزفون،وإذا ما نصحناهم لا يدركون،وإذا ما كلمناهم بالصوت العادي لا يفهمون،وإذا ما كلمناهم بالصوت الخافت لا يعقلون،لأنهم الصم البكم الذين لا يسمعون،وإذا تعالت الصيحات زمجروا وفروا كالكلاب وهم مذعورون!
إن الزوج الذي يرتضي لنفسه طعام أسرة زوجه : هو الكلب الأجرب الذي لا يؤثر فيه طعاما،ولا يرتفع له مقاما،ولا يغير فيه ثوبا أبيضا أتياه عن طريق السحت الحرام،ولأن الحلال لا يشبع الفرد في زمن الغلاء،فإن المأخوذ عن طريق السحت الحرام لا يكفي لإشباع دجاجة!
أكاد أجزم أن البغل من الحيوانات لا يرتضي لنفسه الإشباع الحرام :عن طريق التسول من بقية فصيلة الحيوانات،فكيف لبغل من المحسوبين بهتانا وزورا علي فصيلة الرجال،أن يرتضي لنفسه تسولا يأتيه عن طريق (الزوجة) التي تطعمه من مال أبيها أو أخيها،إلا أن يكون بغلا مربوطا،أو حمارا مسروقا،أو عجلا معلوفا،أو كلبا أجربا،أو خنزيرا قذرا يلملم ما تبقي من طعام،أو يأكل كل النفايات والنجاسات حتى لو تسول في سبيل ذلك أو استدان!
وكلنا يعلم أن في شهر رمضان تكثر المطالب والنفقات إلي حد لا يُطاق : وتكثر أكثر من ذلك في العيد،وبرغم ذلك بحثت مرارا عن أحد (الناقشين) لدهان بيتي قبل السفر،فكانت الطامة الكبري،في رفض الكثيرين لي ولغيري بحجة الصيام،وعدم القدرة علي العمل بالنهار،فقلنا لبعضهم اعملوا بالليل،فرفضوا إلا قليلا بحجة الأفلام والمسلسلات .. لا الصلاة!
وهنا نسأل سؤالا فمن أين يعيشون : برغم كثرة المطالب في رمضان وفي العيد،وما بعد العيد،يأتيك عيدا آخرا،ولابد من العمل كثيرا،حتى يستطيع أن يعيش الكريم،في زمن الغلاء لو يستطيع،إن كان هناك كريمُ،أو كرمُ من الأساس .. أكرمكم الله!
وخطري ببالي أن بعض النساء تبيع في حُليها قطعة قطعة : كلما احتاج البغل النائم في الحظيرة إلي ذلك لتنفق عليه حتى يَكبُر شيئا فشيئاَ،ويصير بغلا ولا كل البغال التي تحمل الأثقال،وتعيش المسكينة علي الوعود الكثيرة التي تَردُ لها الذهب ذهبا وزمردا،ونسيت أن البغل إذ لم يحمل الأحمال وهو صغير في السن،فكيف له الحمل وهو كبير طاعن فيه،ونقول لها أيضا : لو كان البغل بعلا ـ ما ركن إلي ذلك سبيلا،لكنه البغل الذي يرضي لنفسه التسول،حتى لو من مال مسروق ..لا من ذهب مرهون!
نصيحة للزوجة التي يتبين لها أن زوجها أصبح بغلا لا بعلا : أن تسرع في التخلص منه،فكيف تراه ينام طوال النهار ليصحوا طوال الليل،ويترك العمل ليعيش عالة علي أهلها،متسولا الطعام والسجائر والملابس والدواء،ولا فرق عنده .. أيأكله فوق مائدة الطعام،أو يأكله بجانب الحيوانات،هناك عند الروث العفن أينما كان،المهم هو أن يُعلف علفا يشبعه،بصرف النظر عن مصدر الطعام،والأدهى من ذلك كان يجاهر بذلك التسول المشين .. لأنه جيفة بالية .. لا تعرف العفة والكرامة!
ومن هنا نقول أن مثل هؤلاء النوعية من البغال : هم أسوأ من متسولي الشوارع،لأنهم يتسولون بخداع الناس،ويظهرون وكأنهم الشرفاء،يتسولون وهم يتظاهرون بالعفاف برغم أنهم أقذر الخنازير،لأنهم منافقون كما عودهم الأهل،الذين ظهروا لنا،بأنهم أحقر من ابنائهم جميعا!