الرئيسية حدث وصورة
أحداث اليوم -
كتب - عبد المجيد عصر المجالي - غضب المتحضرون من الطريقة التي قدمت بها السيدة فاطمة الزعبي المنسف للإعلامي طوني خليفة خلال برنامجه وحش الشاشة والحلقة التي خصصها للحديث عن يوم السياحة الأردني ، بل أن إحدى الإعلاميات أكدت أنها كرهت المنسف بعد طريقة فاطمة الزعبي في تقديم المنسف ومحاولتها إطعام طوني خليفة بيدها ،واصفة الطريقة بـ "المقززة" ومعتبرة أن المشهد بعيد عن الحضارة ويسيء للأردن..
الأمر الذي دفعني لسؤال ضروري: هل طرحت وكالات التحضر والتقدم طريقة جديدة لأكل المنسف ولم نسمع بها؟ وعيت على الدنيا وأمي الأمية تأكل المنسف بيدها وكذلك تفعل أختي الجامعية وأظن أن السواد الأعظم من الأردنيات يأكلن بنفس الطريقة ،فما الجرم الذي ارتكبته فاطمة الزعبي لتستحق كل هذا الهجوم ؟!
لمن لا يعرف فاطمة الزعبي سأحدثه قليلاً عنها :
هذه المرأة من طُهر السلط، أُصيبت مبكراً بحالة ترمل "لا إرادي" وترك زوجها لها أطفالاً بعمر الورد، ومنذ ذلك الوقت وهي تسهر على تربيتهم بدمع العين وبتفانٍ لا تجيده إلا الأردنية الحرة ،وحولت منزلها إلى مطعم ومعلم يقدم الطعام والألبسة التراثية للسياح وقد زار بيتها الكثير من السفراء الأجانب ورؤساء بلديات أهم المدن العالمية، وهذا السبب الذي دفع وزارة السياحة لترشيحها للظهور في برنامج طوني خليفة وتعريف المشاهد العربي بالأكلات والملابس التراثية في الأردن .
لم تسرق فاطمة الزعبي أو أم محمد العمايرة قوت غيرها، ولم تستند على ظهر سواها لتصل ،ولا تعنيها صرعات الموضة والاتيكيت ،وإذا كان التحضر المطلوب هو نفسه الذي أوصلنا للهاوية وجعل الأردن يتقزم ليصبح مختصراً على أناقة هذه وتحرر تلك فأظنها بريئة من هذا التحضر براءة الذئب من دم يوسف .
أم محمد العمايرة :
شكراً على جهودك التي تفوق جهود وزارة السياحة ، شكراً على عصاميتك والصورة الحسنة التي تقدمينها عن المرأة الأردنية التي نُحب ونُجل ، وبأمثالك نحب الأردن حتى نموت فيه أو يموت فينا