الرئيسية أحداث منوعة

شارك من خلال الواتس اب
    "صوم العصافير" طريقة قديمة يحبب الاهل صيام اطفالهم في رمضان

    أحداث اليوم -

    “صوم العصافير” هي الطريقة القديمة الجديدة التي يحبب فيها الأهل صيام أطفالهم خلال شهر رمضان المبارك، ليبدأ الطفل يعتاد على هذه العبادة منذ صغره، بل ويستمتع بها مع أصدقائه واقاربه الأطفال ويتنافسون فيما بينهم.

    وفي ذلك، تقول أم أحمد، وهي ام لثلاثة أطفال، أنها منذ سنتين بدأت بتشجيع أبنها الأكبر سنا بينهم على الصوم في رمضان، ولكن دون الضغط عليه واجباره على اتمام صيام اليوم، وذلك ليبقى متقبلا فكرة الصيام وأن ذلك لن يؤذيه أو يجعله يشعر بالتعب والجوع، وخصوصا في الأيام التي كانت تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة.

    وتقول أم أحمد إن ابنها الآن في الصف الرابع وتنوي هذا العام أن تشجعه على صيام بعض الأيام “كاملة” حتى يعتاد على صوم رمضان كاملا خلال السنوات القادمة، وما يحفزها على ذلك هو “حماس الابن ورغبته في الصيام كونه يرى نفسه أصبح كبيرا وقادرا على التحمل”.

    أما ابنها الذي يصغره بسنتين، فانها تقوم بتشجيعه فقط على الصيام لساعات قليلة، على الرغم من رغبته في اتمام الصوم، إلا أنها للحفاظ على صحته تقوم باجباره على تناول الطعام والماء مع ساعات الظهيرة، وتوضح له أن هذا العمر لا يتطلب سوى صيام ساعات قليلة وهو ما يُسمى “صيام العصافير”.

    وتعود لينا الماضي إلى ذكرياتها أيام الطفولة وقصتها مع “صوم العصافير” فقد كانت تعتقد أن هذا الصوم هو بالفعل مخصص للأطفال في مرحلة الإبتدائية، فكانت تنتظر أن تدخل الإعدادية حتى تتشجع على صيام اليوم كاملا، كما تقول، لكنها بعد ذلك أدركت أن هذه طريقة تتبعها والدتها لتشجيعها على الصيام، وهي ذات الطريقة التي تتبعها مع أطفالها الآن.

    وتقول الماضي أن لديها ابنة واحدة في مرحلة عمرية قادرة على الصيام، والبالغة من العمر 11 عاماً، وقد اتبعت معها ذات الاسلوب، وتمكنت من الاعتياد على الصوم منذ سنتين، إلا أنها في الأيام الحارة تشجعها على شرب الماء خوفا على صحتها.

    واستحدث بعض الأطفال مصطلحات جديدة في هذا الجانب وهو “صيام الأسد” كما يطلق عليه قيس، البالغ من العمر عشر سنوات، إذ تبين والدة قيس أنه سمع من أصدقائه أنه “كبر على صيام العصافير ويجب أن يصوم نهار رمضان كاملا، ليتحول من صيام العصافير إلى صيام الأسد، وذلك تعبيرا عن قوة الطفل الذي يتمكن من تحمل التعب في رمضان واتمام الصوم.

    من جهتها، تعتقد الاختصاصية التربوية والأسرية رولا خلف أن مشاركة الأطفال مع الأهل في الاستعداد لرمضان والحديث عن أهميته وقيمته الدينية والمعنوية، يساعد في تهيئتهم على الصيام، ومجرد الإستعدادات الاسرية للشهر الفضيل واظهار الفرحة بقدومه يساعد على تحبيب الأطفال بشهر الصوم.

    وترى خلف أن الأجواء العامة للعائلة ومدى التزامها بصيام رمضان له الدور الكبير في تشجيع الأطفال على الصيام، كما أن حديث الأم والأب للأطفال عن أهمية الصوم يجب أن يكون حاضرا، وأن الصوم ليس فقط الصيام عن الطعام والشراب فقط.

    وتنوه خلف إلى ضرورة عدم التشديد على الأطفال في سن صغيرة من ناحية اجبارهم على الصيام لنهار كامل، خاصة في أيام معينة قد يشعر بها الطفل بالإرهاق والتعب، وقد يكون “صيام العصافير” الطريقة الأفضل التي يمكن للأهل أن يتدرجوا فيها لتشجيع الطفل على الصيام.

    وفي ذات السياق، تشير استاذة الشريعة الإسلامية الدكتورة أمل نعيمات أن تشجيع الأطفال على الصيام يجب أن يبدأ قبل بداية رمضان من خلال الحديث أمامهم ومعهم عن فضائل الشهر، وتتفق مع خلف في ضرورة ربط الأخلاق والآداب بشهر رمضان، كما في ضرورة عدم التشديد على الأطفال.

    وبينت النعيمات أن الأهل يجب أن يراقبوا طفلهم خلال نهار رمضان ويعرفوا التوقيت المناسب الذي يجب أن يصوم فيه الطفل لساعات معينة، بالإضافة إلى مراعاة الالتزام بالسحور حتى يستطيع الطفل أن يصوم نهار رمضان دون الشعور بالجوع والعطش إلى حد ما. وتؤكد النعيمات دائما على ضرورة أن يكون هناك ربط بين العبادات والآداب.

    ويرى اختصاصي الطب العام الرئيس السابق لجمعية الطبيب العام د. منير أبو السمن أن على الأم ان تدرك أن الطفل المصاب بأمراض مزمنة وحادة لا يجب عليهم الصيام على الاطلاق مثل أطفال السكري أو الأطفال المصابين بامراض اخرى والامراض الموسمية كالرشح والتهاب اللوز، أو الطفل الذي يعاني من ضعف في الدم.

    ويشير إلى أن الأم تدرك وتعرف ان أطفالها يتحملون الصوم أم لا وتبدأ بالطفل النشيط القوي بتدريبه على الصوم منذ عمر 7 أعوام.

    ويشدد على ضرورة الانتباه للطفل خلال فترة الصيام لأن الطفل معرض للجفاف أو هبوط السكر خلال الصوم لذا وجب عند هذه الحالة أن يفطر، ومن علامات الجفاف وهبوط السكر هو أن يفقد الطفل نشاطه المعتاد وأن تظهر علامات الجفاف على العينين والبشرة.





    [04-06-2016 10:31 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع