الرئيسية أحداث منوعة
أحداث اليوم -
حالة من الغموض صاحبت اختفاء طالب الابتدائي، بعد حضور شخص غريب لاصطحابه من المدرسة بدعوى إصابة والده في حادث سير مروّع ورغبته في رؤيته قبل أن يفارق الحياة، من دون أن يكون لذلك أي أثر من الصحة، لتعيش الأم حالة من الرعب، بعدما أيقنت أن ابنها قد تم اختطافه من دون أن تدرك أنه يدفع ثمن جريمة ارتكبها الأب ولم يجد الضحايا سوى صغيرها ليسدد هو الثمن.
دق جرس طابور الصباح في مدرسة السلام، ليقف جميع الطلاب في صفوف منتظمة لتحية العلَم، قبل أن يتوجهوا على نغمات الموسيقى العسكرية إلى فصولهم لبدء يومهم الدراسي. في الطريق إلى فصله، وجد فتحي يداً تمتد إليه لتصطحبه من وسط جموع الطلاب، بعدما همس في أذنه بمجموعة من الكلمات كانت كفيلة بإثارة مشاعره وذرف دموعه، لتستوقفهما إحدى المدرّسات قبل أن يصلا الى بوابة الخروج، إلا أن كلمات هذا الشخص نجحت في إقناعها بإفساح الطريق لهما، لينطلقا مسرعين ويغيبا تماماً عن الأنظار.
أعدّت الأم طعام الغداء وانتظرت عودة صغيرها في الثانية عصراً، إلا أنه لم يعد، فظنت أنه في الشارع يلعب مع أقرانه، لكنها تأكدت من أن ظنونها قد خابت عندما خرجت إلى الشرفة ولم تجد له أثراً.
طال انتظار الأم من دون أن يعود فتحي إلى المنزل، فحملت أغراضها وخرجت مثل المجنونة لا تدري ماذا تفعل، قبل أن يهديها تفكيرها إلى التوجه الى منزل أحد زملائه في المدرسة، والذي تفصلها عنه شوارع عدة.
حالة من الذهول سيطرت على الأم وهي تسمع ما يرويه صديق ابنها، حيث أبلغها أنه اختفى بعد طابور الصباح ولم يصعد معهم إلى الفصل، من دون أن يقدم لها مبررات واضحة عن سبب ذلك، لتدرك أن مكروهاً قد أصاب صغيرها. انطلقت المسكينة باكية في طريقها إلى المدرسة، تحاول أن تمسح دموعها بإحدى يديها، وتمسك باليد الأخرى بهاتفها المحمول محاولةً الاتصال بزوجها لتبلغه باختفاء صغيرهما، علّه يفعل شيئاً من أجل عودته، من دون أن يفهم هو منها ما تقول.
كانت الساعة قد اقتربت من الخامسة عصراً عندما وصلت الأم إلى المدرسة، لتجدها قد أغلقت أبوابها، بعدما غادرها الجميع، في الوقت الذي لحق بها زوجها ليصطحبها وينطلقا إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن اختفاء صغيرهما من داخل المدرسة وعدم عودته الى المنزل.
في قسم الشرطة جلس الاثنان في حالة انهيار تام للإبلاغ عن اختفاء ابنهما فتحي إيهاب محمد، 9 سنوات، طالب في الصف الثاني الابتدائي من داخل مدرسة السلام في منطقة البساتين جنوبي القاهرة، من دون أن يملك أي منهما أي تفاصيل عن ملابسات الواقعة.
في الصباح كان رجال المباحث داخل المدرسة للوقوف على أحداث الواقعة والاستماع إلى شهودها، في محاولة منهم لمعرفة أين ذهب الصغير، لتأتي إجابات الجميع مؤكدة أنه حضر طابور الصباح قبل أن يختفي تماماً عن الأنظار... لكن كلمات حارس البوابة جاءت لتؤكد اختطافه.
قال الرجل إن شاباً في العقد الثالث من عمره جاء إلى المدرسة وسأل عن الصغير، ثم خرج بصحبته بعدما سمحت له بذلك إحدى المدرّسات، مشيراً إلى أنه شاهد الطفل يبكي من دون أن يعرف سبباً لذلك.
الوصول إلى تلك المعلمة لم يكن صعباً، بعدما أعطى حارس البوابة بياناتها لرجال المباحث، لتصاب بالدهشة عندما علمت أن هذا الشخص الذي بصحبتهم هو والد فتحي، فتبادر الى سؤاله: «ألم تصب في حادث يوم أمس وكنت في حالة خطيرة، وأرسلت بابن خالتك لاصطحاب الصغير حتى تراه، خوفاً من أن يغيّبك الموت فيحول دون رؤيته»؟!
بات من المؤكد للجميع أن فتحي قد تم اختطافه لعدم صحة ما ذكره هذا الشخص المجهول لمعلمته، وقبل أن يستفيق الأب من صدمته، فوجئ باتصال من شخص لا يعرفه يبلغه باختطاف صغيره، وطلب فدية 300 ألف جنيه لإطلاق سراحه من دون تعريض حياته للخطر.
ملابسات الواقعة أكدت أن الجاني على معرفة تامة بالأب، ليبدأ رجال المباحث في جمع المعلومات اللازمة عنه، في محاولة منهم للوقوف على علاقاته وما قد يرتقي منها الى حد ارتكاب الجريمة، في حين عكف فريق آخر على فحص العناصر المشتبه فيها في ضوء ما أدلت به المدرّسة وحارس المدرسة من أوصاف تقديرية للمتهم.
إيهاب محمد، 38 سنة، موظف سيئ السمعة، حيث سبق اتهامه في وقائع نصب عدة، إلى جانب علاقاته النسائية المتعددة، والتي قد تكون إحداها وراء ارتكاب الواقعة بدافع الانتقام منه.
أسئلة كثيرة خضع لها الأب حتى يتمكن رجال المباحث من الإجابة عن التساؤلات التي دارت في أذهانهم، لتفيد التحريات ونتائج البحث الفني لأرقام الهواتف التي يستخدمها الجناة بأن علاقة الأب بإحدى السيدات كانت السبب وراء اختطافه للانتقام منه. معلومات رجال المباحث توصلت إلى أن علاقة سابقة للأب بإحدى السيدات، انتهت بقيامه بالنصب عليها والاستيلاء منها على مبلغ 20 ألف جنيه، رفض إعادتها اليها مرة أخرى بشتى الطرق، مما دفع ابنتها للتخطيط للانتقام منه حتى تتمكن من استعادتها.
قررت الابنة خطف ابن الجاني انتقاماً لوالدتها حتى تتمكن من مساومته عقب ذلك على إعادته مقابل مبلغ مالي يعوضها عما فعله بها. وفي سبيل ذلك، استعانت بأحد معارفها ليساعدها في تنفيذ خطتها، حيث ذهب إلى المدرسة وأبلغ معلمته بإصابة الأب في حادث، وطلب رؤية ابنه نظراً الى خطورة حالته.
سمحت المدرّسة لهذا الغريب بأن يصطحب الطفل، رغم أنه بدا لا يعرفه، ليتم عقب ذلك اقتياده إلى مكان مجهول ومساومة الأب على إعادته مقابل مبلغ مالي فشل في تدبيره، ليظل الابن مختفياً لأكثر من أسبوعين عاشت خلالهما الأم في لوعة على فراقه. تأكد للجميع أن وراء ارتكاب الواقعة المدعوة منى جمال حماد، 20 سنة، ربة منزل، بمشاركة المدعو عبدالمنعم أحمد الشلقاني، 24 سنة، عامل في مطعم، ووجود الصغير داخل إحدى الشقق في منطقة القاهرة الجديدة، فتم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة بضبطهما وإحضارهما وتفتيش الشقة لتحرير الصغير.
عاد الصغير الى أحضان أمه قبل أن يدفع ثمن جريمة والده، حيث اعترفت المتهمة بأنها كانت تفكر في التخلص منه وقتله، بعدما شعرت بالخطر من افتضاح أمرها، إلا أن أيدي رجال الشرطة كانت أسرع في انتشال الصغير من قبضتها وإبعاد الأذى عنه.