الرئيسية أحداث دولية

شارك من خلال الواتس اب
    محللون: غاب الإيرانيون عن الحج فانتشر الأمن والأمان في الأراضي المقدسة

    أحداث اليوم -

     

    مع اقتراب موسم الحج على نهايته، يؤكد متابعون ومحللون أن الموسم لهذا العام يعد من أنجح مواسم الحج في السنوات الماضية، متفقين على أن هذا النجاح يرد على الافتراءات التي سعت إيران لترويجها في الفترة الأخيرة، وادعت فيها أن المملكة العربية السعودية غير قادرة على إدارة الحج، وطالبت بتدويل هذه الإدارة.

    وأشار المحللون في الوقت ذاته إلى أن من أسباب نجاح الموسم هذا العام، عدم وجود الحجاج الإيرانيين فيه، وتحديداً من كانت تزج بهم طهران كل عام، لإفساد الموسم ونشر الاضطرابات وإثارة الفتن تحت زعم مبدأ "البراءة" الذي استحدثه الخميني، يضاف إلى ذلك التحذيرات الصارمة التي وجهتها الحكومة السعودية إلى إيران قبيل الموسم، وأكدت فيها أنها ستقف بالمرصاد ضد أي محاولات للمساس بأمن الحج، وسلامة حجاج بيت الله الحرام.

    وما زالت عبارات الثناء والمديح تتوالى على المملكة وقياداتها وقوات أمنها، في قدرتهم على إدارة حشود الحجاج في موسم الحج. وترجم ذلك نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الذين ركزوا في تغريداتهم على التعامل الإنساني لرجال الأمن مع ضيوف الرحمن، عبر وسم #الحج_ بدون_ إيران_ تنظيم_وأمان، الذي تصدر الهاشتاقات المتداولة اليوم.

    تغريدات مؤيدة
    وأشار نشطاء "تويتر" إلى أن "أحداث الحج في هذا العام، أثبتت حقيقة لا لبس فيها، وهي أن الحجاج الإيرانيين يقفون وراء أي قلق أو اضطرابات تحدث في مواسم الحج، تحت زعم خزعبلات لا أساس لها في الشريعة الإسلامية"، مشيرين إلى أن "مبدأ البراءة الذي أقنع به الخميني شعبه، يسمح لهم بالتظاهر استخدام القوة للتعبير عن أمور ما، وفي الوقت نفسه ينالون بها ثواب الله" بحسب الزعم الخميني.

    ولم تقتصر المشاركة في الوسم على المواطنين العاديين، وإنما امتدت إلى عدد من الدعاة والمثقفين والكتّاب ورجال الأعمال المعروفين، الذين هاجموا إيران، وامتدحوا الجهود السعودية، من بينهم الداعية الدكتور عائض القرني، الذي قال: "نجح حج هذا العام بنسبة100/100 والسبب بعد توفيق الله، غياب إيران الدولة الصفوية المجوسية، أُم الفتن والإرهاب في العالم". فيما غرد الدكتور محمد البراك قائلاً: "أكثر ما يزعج إيران أن ينعم الحجاج بالأمن والأمان، قدوتها وإمامها هم القرامطة، وثبت أن الحج دون إيران تنظيم وأمان، فسحقًا لخامنئي وبعداً".

    وقال رجل الأعمال عبدالمحسن المقرن: "السعودية لم تمنعهم من الحج (في إشارة إلى الإيرانيين)، والحقيقة أن الحج دون إيران تنظيم وأمان بفضل ﷲ، ثم قيادة سعودية حكيمة وشعب يعشق الضيافة والكرم". وأكد الاقتصادي عصام الزامل أن "المنطقة العربية كلها أكثر أماناً دون إيران".

    تتويج الجهود
    وتوجت كلمة خادم الحرمين الشريفين خلال حفل الاستقبال السنوي للملوك والمسؤولين وكبار الشخصيات الإسلامية في الديوان الملكي في أول أيام العيد، الجهود السعودية المبذولة في موسم الحج الحالي. وقال: "المملكة تعتز وتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وهو شرف خصها الله به، وقد سخرت السعودية كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، وتوفير كل السبل لتسهيل أدائهم لمناسكهم بكل يسر وطمأنينة، ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذلك، والمملكة ترفض رفضاً قاطعاً أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية، فقد شرع الله الحج على المسلمين كافة دون تفرقة".

    كما أكد يحفظه الله أن "المملكة تؤكد حرصها الدائم على لم شمل المسلمين، ومد يد العون لهم، والعمل على دعم الجهود الساعية لما فيه خير الأمة الإسلامية"، موضحًا أن "السعودية سخرت كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، ووفرت كل السبل لتسهيل أدائهم لمناسكهم بكل يسر وطمأنينة، ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذلك".

    لقمة سائغة
    ومن جانبه، قال مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، إن "وقوف أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات، رسالة واضحة لمن يُشكّك في قدرة المملكة على إدارة الحج". وأضاف أن "الحجاج أثبتوا أن الإسلام دين سلام والإسلام واحد توجهه وقيمه ومبادئه وتعاليمه"، وقال في رسالة وجهها للإيرانيين، إن "كل إيراني مسلم يمثل الإسلام الحقيقي مرحب به في الأراضي المقدسة، ويشرف المملكة أن تستقبل كل إنسان يرد أن يحج إذا سمحت له إيران". ودعا الله أن "يهدي ويردع القيادات الإيرانية عن غيهم وتوجهاتهم عن إخوانه المسلمين العرب في سوريا والعراق واليمن".

    وتابع: أما "إذا كانوا يجهزون لنا جيشاً لغزونا فنحن لسنا لقمة سائغة حتى يجهز لنا من أراد ويحاربنا متى أراد، نحن بعون الله وتوفيقه، سنردع كل معتدٍ، ولن نتوانى في حماية هذه الأراضي المقدسة وبلادنا العزيزة، وكل شبر لا يمكن أن يدنس وباقٍ علينا إنسان على ظهر الأرض".


    موقف عربي موحد
    وقال رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، الدكتور نبيل العتوم، إن "حكومة المملكة بذلت جهودًا ممتازة في موسم الحج الحالي، لخدمة نحو مليوني حاج من جميع أنحاء العالم"، مشيراً إلى أن "عدم مشاركة إيران في موسم الحج برغبتها، يأتي في إطار خطة إيرانية سياسية، تسعى من خلالها إلى نشر الفوضى والاضطرابات، ومحاولة استغلال شعيرة الحج، لتحقيق مخططها السياسي، وإذكاء روح المذهبية التي تؤجج مشاعر الحجاج في موسم الحج، لذلك أستطيع التأكيد على أن "عدم مشاركة إيران في موسم الحج لهذا العام، قد جاء بثمار إيجابية، أهمها تجنب الموسم إثارة الفتن الطائفية والنعرات المذهبية التي اعتاد حجاج إيران على نشرها في كل موسم".


    وأوضح أن "التجارب التاريخية تشير بما لا يدع مجالاً للشك أن إيران تسعى لتوظيف موسم الحج في أغراض سياسية، وتفعيل مبدأ "البراءة" من المشركين على حسب زعمهم، وهذا يتنافى مع التعاليم الإسلامية السمحة.

    ودعا "العتوم" إلى وقفة عربية إسلامية، تقودها منظمة المؤتمر الإسلامي، ضد إيران التي تسعى إلى تدويل الحج، وقال: "هذا هو ما تسعى له إيران، وهو هدف خبيث، تحاول تحقيقه بوسيلة أو بأخرى، لتصفية حسابات مع المملكة، ومع العالم الإسلامي أيضا، ومن هنا لابد أن تكشف الدول الإسلامية ملامح المخطط الإيراني، وتوضح للعالم أن إيران هي التي تريد تسييس الحج، وتريد نشر الفتنة في كل مكان، بدليل ما صرح يه مسؤولوها في وسائل الإعلام الإيرانية، حتى يعرف العالم حقيقة الأمر، وحقيقة مخططات إيران".
    واستطرد: "في المقابل، نجد أن حكومة السعودية ليس لديها أي نية لتصفية حسابات، سواء مع إيران أو مع غيرها، على الرغم من محاولات طهران المستمرة، المساس بأمن المملكة العربية السعودية وأمن دول الخليج، وعلى الرغم من الرسائل المبطنة التي أرسلتها إيران على لسان أكثر من مسؤول، في مقدمتهم مرشد الثورة على خامنئي، بأن طهران ستفسد موسم الحج هذا العام".
    ولم يستبعد العتوم الذي كان يتحدث لـ"سبق" أن تلجأ إيران إلى إثارة الفوضى والقلق في مواسم العمرة المقبلة، لبث الفتن والاضطرابات، لذا لابد من وجود موقف عربي وإسلامي موحد ضد السياسة الإيرانية.

    تحذيرات سعودية
    وكان الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أكد أن المملكة لن تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غيرها"، مبينًا أن "الجهات الإيرانية هي التي لا ترغب في قدوم الحجاج الإيرانيين لأسباب تخص الإيرانيين أنفسهم في إطار سعيهم لتسييس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج، وهو أمر لا نقبله ولا نرضى بوقوعه، ونقف بحزم وقوة ضد من يعمل على الإخلال بالأمن في الحج".

    وأضاف الأمير محمد أن "المملكة ومنذ تأسيسها تعمل على خدمة الحرمين الشريفين، ورعاية قاصديهما، وتوفير كافة متطلبات أداء هذه الرسالة العظيمة بما يرضي الله سبحانه وتعالى أولاً، ويمكن بالتالي ضيوف الرحمن من تحقيق غايتهم في أداء شعائرهم بكل سهولة وأمان. وشدد على أنه لجهة الحجاج الإيرانيين فإن طهران هي التي منعت قدومهم، وسيست الحج".

    وكالات 





    [15-09-2016 06:59 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع
عاجل