الرئيسية أحداث منوعة
أحداث اليوم - - رتبن للقاء يجمعهن، وصلن إلى المكان، طلبن فناجين القهوة، تحدثن قليلا عن أخبارهن، انهين القهوة، قلبن الفناجين وعم الصمت.
بدأت إحداهن دندنة إحدى أشهر النزاريات التي غناها العندليب عبد الحليم حافظ، “قالت يا ولدي لا تحزن، فالحب عليك هو المكتوب”، سألت إحدى صديقاتها، عن اسم الأغنية، أجابتها أنها “قارئة الفنجان”، ضحكت، وتناولت هاتفها لتفتح تطبيقا اسمه “قارئة الفنجان”.
تقول سحر مصطفى، المشتركة بتطبيق “قارئة الفنجان” على الهاتف، “أجد متعة من وقت لآخر بقراءة فنجان القهوة لعلي أجد شيئا يطفئ فضولي عن المستقبل، كعلاقة عاطفية، أو صداقة مع إحداهن أو عمل براتب جيد على سبيل المثال”.
وتبين العشرينية بأنها عرفت عن التطبيق من صديقتها في الجامعة وكان أول استخدام لهذا التطبيق في إحد المقاهي، إذ تفاجئ من حولها بشربها قهوتها وقلبت فنجانها أمام الجميع وعملت على تصويره من ثلاث جهات، وارسلت بتلك الصور إلى القارئة في التطبيق واسمها كاميليا وبعد عدة دقائق أرسلت لها بختها وحدثتها عن سفرة طويلة ستقوم بها بعد شهرين ما جعل سحر تفكر بها كثيرا.
في حين تتحدث رهف وهو اسم مستعار بأنها مولعة في قراءة الفنجان وكانت قبل سماعها عن هذا التطبيق وتحميله، تذهب لأي “فتاحة” لترى بختها وتسمع ما يحلو لها من أخبار ذهبت وأخرى ستأتي.
وتستذكر بان آخر مرة ذهبت فيها كانت لفتاحة تقطن في منطقة البقعة، لتقرأ لها الفنجان خصوصا أنها سمعت عنها كثيرا وعن شطارتها في رؤية المخفي على حد تعبيرها.
ولا تنسى خوفها الشديد من بعد أن وصفت لها القارئة فتاة ذات شعر أسود وطويل على وجهها علامة واضحة تسعى لتخريب علاقتها مع صديقة مقربة لها ويكثر الحديث في فنجانها ما يدل أن هناك من ينم عليها كثيرا.
وتؤكد أن تحميل هذا التطبيق جعل قراءة الفنجان أسهل لديها وكونها كانت تدفع لأجل زيارة الفتاحة فلا يعني الكثير لديها إن دفعت بضع دولارات لقراءة فنجانها الإلكتروني.
أما ريما محمود تتحدث عن تجربتها في قراءة الفنجان على تطبيق قارئة الفنجان، ومدى متعتها بما حدث معها، خصوصا عندما قامت بتحميل التطبيق وشربت قهوتها وبعثت بصورها إذ تشرح بأن على المستخدم لهذا التطبيق أن يشرب فنجان قهوة، ويقلبه إلى أن يجف ويصوره من ثلاث جهات ويحملها على التطبيق لأي قارئة يختارها ومن الممكن ان يجد على سبيل المثال القارئة منال مشغولة في قراءة فناجين أخرى، فإما أن ينتظرها أو يبعثها لأخرى وينتظر الرد عن طريق مسجات تبعث للتطبيق.
في حين يتحدث اختصاصي الطب النفسي د.موسى مطارنة بأن هذه الشخصية الباحثة عن ما سيحصل بالغيب هي بعيدة عن الثقافة والمنطق، محاولة اسقاط ما يحدث معها على الآخر وغير معتمدة على الظروف الحالية لتيسير أمورها ما يجعلها شخصية مهزوزة.
ويشرح مطارنة أيضا بأن من يحاول معرفة مستقبله والغيب يعاني من مشكلات نفسية فلا أنشطة لديه وأوقات فراغه كبيرة، ويضيع طاقاته على أمور وهمية، لكن من يدعي بأنه يقوم بقراءة الفنجان للتسلية فعليه أن يعرف أن هذه التسلية لحظية ويخاف من إدمانه على هذا السلوك خصوصا مع التطور التكنولوجي وتنزيل التطبيقات المتاحة في أي وقت.
أما اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع فيبين أن تطور التكنولوجيا جاذبة، ويعتبر وجود هذه التطبيقات على الإنترنت يزيد من الخزعبلات والدجل وتشويش الوعي.
ويؤكد عندما يزداد قلق الفرد في المجتمع تزداد ممارسات الجهل وهذه من ضمنها.
ولأن الشباب وأكثرهن الفتيات يخفن من المستقبل في العمل أو العاطفة أو الحياة الأسرية أو التحصيل العلمي فيلجأن إلى قراءة الفنجان أو الكف على سبيل المثال للعثور على بارقة أمل في حديث “الفتاحة، العرافة”، لتخفيف هذا القلق.
وهذا التطبيق متعدد اللغات منها التركية والعربية والانجليزية والاسبانية منتشر بشكل كبير في العالم ومحمل 25 مليون مرة، وقارئ لما يقارب 500 مليون فنجان.
ويقول اختصاصي تكنولوجي في التطبيقات فضل عدم ذكر اسمه “التطبيق اليوم هو وسيلة تصل لأكبر عدد ممكن من المهتمين والمشاركين، فيكون سوق التطبيق بدلا من الحارة أو القرية أو المدينة يصبح العالم بأجمعه.
ومصممو التطبيقات يستفيدون منها بثلاث وسائل، بحسب المصدر، فالأولى منها تطبيق مجاني دائم والاستفادة منه الإعلان فقط، وتطبيق آخر يعتمد على الربح المادي المباشر من خلال بيع التطبيق، والثالث هي استفادة مجانية في البداية وتتحول إلى مادية بعد الاستخدام الثاني أو الثالث كما هو في تطبيق قارئة الفنجان.
ويؤكد بأن التطبيقات الأكثر استخداما في العالم هي التطبيقات الترفيهية، ومن ثم الأخبار والكتب المجانية، ومن ثم الأفلام واخيرا الرياضية.
ورغم ان الشخص عادة يحمل أكثر من 30 تطبيقا على هاتفه النقال إلا أنه لا يستخدم إلا 5 تطبيقات عدا عن وسائل الاتصال الاجتماعي.
ولا فئة عمرية محددة في استخدام التطبيقات فالهواتف الخلوية متوفرة للجميع ويستخدمها جميع الفئات العمرية.
ويبين أن هذا التطبيق لشركة هولندية وهو الأكثر استخداما في تركيا من تطبيقات الترفيه ومن ثم تطبيق اسأل طبيبا.