الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم - لقمان إسكندر
لم يعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطلا على شبكات التواصل الاجتماعي الذي كان يتمتع فيها بمساحة واسعة من الاطراء والثناء، بسبب مواقفه الاسلامية الممتدة من مينامار الى مصر. اردوغان سقط في نظر الكثيرين مع حلب.
سخرت الدولة التركية كل امكانياتها للاستعانة بالشعبية التي نالها اردوغان جراء مواقفه من القضية الفلسطينية ومصر وسوريا، ومشاهد 'شعبية' طارت بسمعته الى السماء نحو العقد في الشوارع العربية.
لكن المجازر التي ترتكبها القوات الروسية الحليفة لأردوغان في سوريا، إضافة إلى وجود الجيش التركي على مقربة من مدينة حلب حيث يوم القيامة قد انفجر فجأة، كلها أسباب جعلت كثيرا من مناصري اردوغان يتوقفون عن مدحه، ويطرحون العديد من الأسئلة حول حقيقة المواقف التركية والخطب الرنانة التي كان الرئيس التركي يرهق نفسه بها.
ما زال مستوى شعبية الرئيس التركي مرتفعة لكن هزة حلب نثرت معها هزات أخرى جعلت خلالها الناس يتوقفون للسؤال: لماذا لم يتحرك اردوغان.
ساعد خطاب اردوغان الرومانسي العقلية الشعبية العربية على خليفة المسلمين غير متوّج، لكن حلب اظهرته في كونه مجرد رئيسا لتركيا وتركيا فقط.
ويقول البعض إن من حق أردوغان البحث عن مصالح بلاده اولا. وهذا طبعا صحيح، لكن الصحيح أيضا أن وجبات الدعاية التركية حول 'أردوغان'، وشخصية الرجل التي تهتم بالتفاصيل، من قبيل رفع العلم التركي عن الارض، ووضع قدما على قدم خلال اجتماع مع شخصية أمريكية رفيعة المستوى، والرد بالمثل لكل فعل غربي ضد تركيا، جعلت الناس يظنون انه الخليفة المنتظر.
الحق، فهذه ليست مسؤولية أردوغان، ولا هي مسؤولية الرأي العام العربي أيضا الباحث بجدية عن بطل. اما الواقع فأمر مختلف.