الرئيسية مقالات واراء
عبدالهادي راجي المجالي
في كل الخطابات التي يلقيها جلالة الملك , غالبا ما يركز على مصطلح الجيش العربي عند حديثه عن قواتنا المسلحة ..والجيش العربي مصطلح له دلالة في الوجدان , فنحن نمتلك هوية عربية راسخة لايزاود علينا أحد فيها ..وجيشنا هو الجيش الأكثر قتالا في العالم العربي ...خارج حدود وطنه وعلى أرض العرب ...لا ننسى أنه قاتل في عمان وسوريا وفلسطين وكان في الكويت , ودرب وأعد وساهم في تأسيس جيوش عربية كثيرة .
لكن في الخطاب الرسمي لدينا ( الأمن العام ) ولدينا (قوات الدرك) والأصل أن تغير التسمية إلى (الأمن الوطني) و( قوات الدرك الوطنية) ...في الشقيقة السعودية , يوجد الحرس الوطني ..في الجزائر قوى الدرك الوطني , في مصر يوجد مركز الأمن القومي ..
التسمية عامة , وأظن لو أننا غيرناها من الأمن العام إلى الأمن الوطني فأنت هنا تعطي هوية للجهاز , لأنه لا يوجد أمن عام بل يوجد أمن وطني وأمن شامل وأمن اجتماعي ...ولأن هذا الجهاز يتشكل من مزيج من القوات , مثل مكافحة الشغب , البحث الجنائي , الأمن الوقائي , السياحة ...الخ وكل قوة فيه لها مهام وواجبات فمن الممكن أن تكون التسمية :- قوى الأمن الوطني ..وما ينطبق على الأمن العام ينطبق على الدرك .
أزمة الكرك , لم تفرز أمنا عاما ...بل أفرزت أمنا وطنيا ملحميا ..فهؤلاء ليسوا شركة , ولا يعملون في مؤسسة خدمات , بل هم مشاريع شهداء وتضحية , ودافعهم في القتال ضد الإرهاب هو الوطن ...لقد كان لشهداء الأمن العام في الكرك , هوية واضحة ..تمثلت في أنهم يملكون أعلى درجات الوطنية والتضحية والفداء ...
أسوة بجيشنا العربي , أطالب بتغيير مسمى الأمن العام إلى الأمن الوطني وأطالب , بتغيير تسمية قوات الدرك ..إلى الدرك الوطني , لأن الذين يخدمون في هذه المؤسسات هم عصب الوطن , وجبهته ..وهم مدارس الولاء والإقدام ...لهذا هم وطنيون في عقيدتهم العسكرية , وأجزم أن هذه التسمية ..هي أقرب إلى قلوبنا وقلوبهم ...
حمى الله بلادي .