الرئيسية مقالات واراء
كان الفريق يتذيل القائمة في ترتيب دوري كرة القدم؛ إذ دخل مرماه من الأهداف أكثر مما دخل سدود المملكة من أمطار! أما عدد الأهداف التي سجلها، فلم يصل إلى عدد ركعات صلاة الظهر!
تقرر تعيين مدرب جديد لإنقاذ الفريق. علما أنه لو تدخل التحالف الدولي، وقرر ميسي الالتحاق بهذا الفريق من باب الأجر والثواب، ولو صنع له أحد الشيوخ "حجابا" يبعد الكرة عن مرماه إلى المريخ، فإن ذلك لن يجدي نفعا؛ إذ الفريق بلا لاعب محترف ولا حتى معالج طبيعي!
عقد المدرب الجديد مؤتمرا صحفيا قال فيه: سنعد خطة للنهوض بالفريق، وستلمسون النتائج قريبا. بينما أوضح رئيس النادي أن ثقته بالمدرب الجديد كبيرة، وأنه محترف وصاحب كفاءة.
بدأ المدرب الجديد المهمة. وفي أولى مبارياته، خسر الفريق "سبعة : صفر"؛ إذ لم تُجْدِ الخطط التي وضعها المدرب حتى للحصول على ضربة ركنية.
وتمت إقالة المدرب وتعيين مدرب جديد، عقد مؤتمرا صحفيا أكد فيه على سعادته بنيل ثقة رئيس النادي، وأنه سيعمل مع اللاعبين على معالجة الأخطاء. بينما أكد رئيس النادي على ثقته بالمدرب الجديد، وأنه صاحب خبرة وكفاءة.
بدأ المدرب المهمة بحماسة. لكن في أولى المباريات، خسر الفريق "تسعة : صفر". وهذه المرة لم تنجح الخطة في أن يحصل اللاعبون على رمية تماس.
تمت، مرة أخرى، إقالة المدرب وتعيين مدرب جديد، أعرب في المؤتمر الصحفي عن سعادته بهذه الثقة الغالية، وأنه في المرحلة المقبلة سيعمل على بناء الفريق. بينما أكد رئيس النادي على ثقته بالمدرب الجديد. وفي أولى المباريات تحت قيادته، وقبل انتهاء الشوط الأول، كانت النتيجة تشير إلى تقدم الفريق المنافس بنتيجة "11 : صفر"، ولم تنجح الخطة حتى في أن يلمسوا الكرة!
جن جنون رئيس النادي من هذه النتائج المخيبة، وفشل جميع المدربين في تحسين النتائج. وحين أراد تعيين مدرب جديد للفريق، قال له أمين السر: لا حظ يا سيدي أنه مثلما نتوضأ لكل صلاة، أصبحنا نعين مدربا لكل مباراة، وهذا سيثير غضب الجمهور وسخرية الإعلام. فقال له رئيس النادي: وما الحل؟! قال أمين السر: دع سائق الباص يكمل قيادة الفريق في باقي المباريات، فهو على الأقل لن يكلفنا فلسا واحدا.
بالفعل، تم تكليف سائق الباص بالمهمة، فحقق الفريق التعادل في أوّل مباراة. ومن ثم من فوز إلى فوز.
تعجب رئيس النادي من النتائج المبهرة، ودعا سائق الباص إلى اجتماع عاجل، حيث سأله: ما هي الخطة العبقرية التي وضعتها لتحصل على هذه النتائج الرائعة؟! فأجابه: لو وضعت خطة لخسرت كل المباريات؛ لقد وضعت لهم مصيرا. فسأل رئيس النادي: كيف؟! قال: وجدت الفريق قد اعتاد على الخسارة، كما اعتاد اللاعب على ضمان المشاركة في معظم المباريات؛ إن لم يلعب هذه المباراة يلعب في غيرها، والأهم أنهم يركبون معي الباص بغض النظر عن النتيجة! هكذا، فإن كل ما فعلته هو أن قلت لهم: إما أن تخرجوا من الملعب فائزين وتذهبوا إلى بيوتكم معي بباص النادي، أو تخرجوا خاسرين فنلعب سويا بـ"قنوة" الباص "بيسبول"، وتذهبوا إلى بيوتكم بباص الموتى!
فقط بتغيير صفة الباص حقق الفوز، فكم نحتاج إلى هذا الفكر الرائع لسد العجز!