الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
أيام قليلة تفصل دونالد ترامب، الرئيس الجديد للولايات المتحدة، المعروف بتحيزه للكيان الإسرائيلي، عن إدارة البيت الأبيض رسميًا، وتحديدًا في 20 يناير الجاري بعد حلفه لليمين، ومعها بدأت التسريبات عن اتجاهه لإعلان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، قالت في تقرير لها أول أمس، إن الإعلان عن نقل السفارة سيكون في 21 يناير، مشيرة إلى أن ترامب "مصمم" على نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس بعد تسلمه مهام منصبه، وذلك على لسان مستشارته كالي آن كونوي.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أسامة شعث، المحلل السياسي الفلسطيني، إن نقل مقر السفارة الامريكية من تل ابيب الى مدينة القدس المحتلة، سيقضي على كل الامال بتحقيق السلام، وستكون آثارها مدمرة وكارثية على عملية السلام، وستقضي على فرصة حل الدولتين، وعلى أمن واستقرار المنطقة بكاملها.
وأضاف شعث، لـ "بوابة الوفد"، أن نقلها عمل منافي للقانون الدولي وتجاوز لكافة القرارات والقوانين الدولية، موضحًا أن الرئيس الفلسطينى أبو مازن أرسل رسالة عاجلة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من الزعماء الكبار في العالم، لحثهم على ضرورة التحرك والتدخل لدى الرئيس ترامب ومنعه من الاقدام على هذه الخطوة.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الرئيس بوتين يستطيع التأثير والتدخل لدى ترامب نظرا لعلاقات الثقة بينهما، محذرًا من خطورة هذا الخطوة، التي ستعد بمثابة الضربة القاضية لعملية السلام، وستتحول إدارة واشنطن من راعٍ لعملية السلام إلى عدو مباشر للشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن الجميع لا يختلف على وجود علاقة عضوية بين واشنطن وتل ابيب وهذا شأن خاص بهما، ولكن إذا كان ذلك يتعلق بأملاك الغير وأقصد الارض العربية المحتلة، فإن هذ يعد عدوانا أمريكيا سافرا على القانون الدولي، ويجعل من واشنطن شريكا كاملا للاحتلال.
ودعا شعث، الرئيس ابومازن لمقاضاة واشنطن في محكمة الجنايات الدولية، باعتبار ان ذلك اعتداء امريكي سافر على اراضي دولة فلسطين المحتلة، وكذلك طلب توفير الحماية الدولية لارضنا وبخاصة مدينة القدس المحتلة.
ووصف مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجة، الحديث عن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلي القدس بالمزعج وأنه بمثابة زلزال للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القضية ماتت دبلوماسيًا في ظل عدم اعتراف الكيان الصهيوني بالقرارات الدولية والأممية.
وقال غباشي، لـ "بوابة الوفد"، إن ترامب من الممكن أن يقبل فعليًا على هذه الخطوة، خاصة وأن رؤيته فيها نوع من أنواع التشدد، التي تتوافق مع بعض الأجهزة في الإدارة الأمريكية مثل البنتاجون ومجلس الشيوخ.
وتابع غباشي قائلا إن الوطن العربي في أضعف حالاته في الوقت الحالي، متسائلًا ما هو رد فعل الدول العربية والإسلامية في حال قدوم الولايات المتحدة الأمريكية، على نقل سفارتها من تل أبيب إلي القدس؟
وكان دونالد ترامب، قد صرح خلال حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية، بأنه في حال فوزه ستعترف الإدارة الأمريكية بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وسيطبق قرار مجلس النواب الأمريكي بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، خلال لقائه مع رئيس وزراء اسرائيل، بنيامين نتنياهو.
ويشار إلى أن الكونجرس الأمريكي تبنى قرارًا في 1995 بنقل سفارتهم من تل أبيب إلى القدس، إلا أن الإدارة الأمريكية، كانت ترفض الاعتراف بضم إسرائيل للقدس الشرقية المحتلة منذ 1967، وعليه فكان رئيس الولايات المتحدة يوقع قرارًا كل 6 شهور بتعليق نقلها.
وفي المقابل، اعتبر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن اتجاه ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلي القدس، من شأنه القضاء على عملية السلام وقد يدفع الفلسطينيين للتراجع عن الاعتراف بدولة اسرائيل، وسيقضي على حل الدولتين، قائلًا:"نحن كفلسطينيين نقول كفى بعد 70 عاماً من المنفى و50 عاماً من الاحتلال، يجب أن يكون 2017 عام العدالة والسلام والحرية لشعبنا.
وأكدت حركة فتح، أن أبواب جهنم ستفتح في المنطقة والعالم حال تم نقل السفارة الأميركية إلى القدس الشرقية، لأنها عاصمة الدولة الفلسطينية وفقا للقانون والشرعية الدولية، التي كان آخرها القرار 2334، مشددة على أن هذا الأمر سيغلق كل فرص السلام والاستقرار في المنطقة.
كما حذرت الهيئة الإسلامية العُليا من خطورة هذه الخطوة، على اعتبار أن نقل السفارة يعني اعتراف أمريكا رسمياً بأن القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وبذلك تكون قد أوقعت نفسها في تناقض واضح في المواقف؛ لأنها هي من تولت رعاية المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فكيف لها أن تنقل سفارتها للقدس الآن.