الرئيسية أحداث البرلمان
أحداث اليوم - اطلق رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي تصريحات عنيفة ضد ما جاء على لسان قاضي القضاة الدكتور احمد هليل في خطبة الجمعة من مناشدة عنيفة لدول الخليج للوقوف الى جوار الاردن، قائلا ‘ناكل تراب ولا نحكي بهل الطريقة‘.
جاء ذلك بينما الرسائل الرسمية كلها تتخذ منحى أمتن بين الاردن والدول الخليجية، إذ تم برمجة قمة أردنية سعودية قبيل القمة العربية، كما زار الامير علي بن الحسين الكويت وحمل رسالة شفهية للشيخ صباح الاحمد من اخيه الملك عبد الله الثاني عن العلاقات وسبل التعاون بين البلدين.
وقال الصفدي، خلال جلسة حوارية، ان مقدار العجز في الموازنة العامة بلغ827 مليون دينار بالإضافة الى برنامج ضريبي اصلاحي بقيمة 450 مليون دينار وهذا مثبت في الموازنة، متسائلا “ماذا جنى الاردن من اتفاقية وادي عربة للسلام مع اليهود الذين يحتلون ارضنا؟“.
وأيد الصفدي ما جاء على لسان زميله طارق خوري عندما قال ان الأردن يحمي حدود السعودية دون اي مقابل، وان اي تهديد او اضطراب يحدث في الاردن لا سمح الله فإن تداعياته ستنعكس على الخليج.
وكانت خطبة هليل الجدلية قد اثارت الشارع بعد مناشدته لدول الخليج بمساعدة الاردن، محذرا من وصول الخطر اليهم. ورغم ان الشيخ هليل معروف بأنه “لا يعزف منفردا” الا ان مصدرا رسميا نفى لصحيفة عمون المحلية ان يكون خرج بتوجيهات من اي جهة، مبينا ان الشيخ عالم جليل ويتحدث بنبض الشارع.
وانتقد ناشطون كثر الخطبة الجدلية باعتبارها مالت للاستجداء من دول الخليج مساعدة الاردن، رغم ان الشيخ اتخذ منحى التحذير اكثر من اي شيء اخر، من انهيار الاردن وعقواقب ذلك على الجميع.
وبدت الرسالات الاردنية الاخيرة التي من ضمنها رسالة قاضي القضاة الاردني الشيخ أحمد هليل، ورسالة وزير الخارجية الطازج في حكومة الأردن أيمن الصفدي، كما وكأن الاردن تهدف مباشرة لـ”تلزيم” دول الخليج بعطاء منحة جديدة و”إلا”.
عاهل البلاد قبل الخطبة الجدلية التي القاها الاول والتصريحات النارية التي اطلقها الثاني في مؤتمر دافوس الاقتصادي ، كان قد التقى ضيوفا أكثر جدلية من المألوف، وسمع مباشرة حديثا عن اهمية الانفتاح على الجانب الايراني من باب براغماتي بحت وعلى اعتبار انها الدولة الاكثر سيطرة على الحدود المتاخمة للاردنية في الشرق والشمال. رغم ذلك ارسل الوزير الجديد ايمن الصفدي الرسالة التي مفادها ان تدخلات ايران في دول المنطقة مرفوضة، وذلك بعد يومين تماما من اللقاء المثير.
ما قاله الصفدي يؤكد مع رسالة الامير علي ان الاردن ملتزم تماما- بجانبه الرسمي- مع دول الخليج في المنطقة، بينما المؤسسة الدينية المتمثلة بالشيخ هليل والمؤسسة الشعبية النيابية التي يمثلها النائب الصفدي وزميله خوري غير راضيتين عن ما يحصل في البلاد من بؤس اقتصادي وحماية “مجانية” لمصالح دول الخليج، في الوقت الذي يطالب الشارع فيه بالمكاشفة التي ستظهر ان الالتزامات الخليجية لم يتم دفعها مؤخرا.
جردة الحساب الأردنية مع دخول عام 2017، تتحدث عن “توهان” في مصادر الدخل، وهو ما انعكس على رفع السلع وزيادة الضرائب على الاردنيين، وهنا بدا واضح ايضا ان المؤسسات بدأت تلمس الغليان الشعبي الذي قرر الشيخ هليّل في خطبته النارية الرد عليه و”التكفير الوطني” لكل من يفكر بالغضب والاعتصام او النزول للشارع والتلويح بورقة لم تكن يوما معلنة هي ورقة التخويف من “مصير ليبيا والعراق واليمن وسوريا والبحرين”.
بالاخيرة حصرا (اي البحرين) بدا هليل يرفع السقف كونه يغمز لخدمات ليست سريّة على المستوى الامني قدمتها الاردن في المنامة بناء على طلب خليجي.
في الصعيد الرسمي، يقرر الاردن بوضوح المضي قدما بما هو فيه من تقديم خدمات للخليج بينما يقول الاردن الشعبي صراحة (والذي فيه الرسمي بالقنوات الخلفية) ان الوضع ما عاد يطاق، وان الدولة قد تلجأ لخيارات لا تحبها ولا تفضلها.
طبعا مفهوم جدا ان التوقيت يلعب الدور الابرز في الرسائل كلها، خصوصا والاردن اليوم تتعامل مع استضافتها القمة العربية واحتضانها على اساس الشقيق الاكبر الذي يحاول اصلاح الجميع بينما “يدفع من جيبه الخاص” للكل ويحرم اهل بيته. رأي اليوم