الرئيسية مقالات واراء
شأنه شأن الكثير من المراجعين لا يعرف سبب اختيار مشاهير الأطباء البنايات القديمة الخالية من المصاعد، سيما وان كل الحالات القادمة إليهم من المتقاعدين و القواعد من النساء والمشغولين بــ»تصليحات» آخر العمر..
***
ظل ممسكاً بــ»الدرابزين» ويصعد درجات البناية درجة درجة كما يفعل خطباء الجمعة..ثم يستريح بعد الدرجة الخامسة ، يأخذ نفساً عميقاً يراقب الكتابة على الحيطان ،يحاول أن يقرأ لافتات المحاميين والخبراء الضريبيين وأطباء الأسنان ومراكز السمعيات وتدريب الموسيقى كل هذا الخليط غير المتجانس في نفس البناية...يأخذ نفساً عميقاً ثم يكمل مسيره..
أخيراً وصل الطابق الثالث بشق الأنفس ، فتح الباب فوجد صالة الانتظار ممتلئة تماماً وجل الجالسين على الكنبات «الهافتة» يمسحون أعينهم تباعاً بمحارم ورقيةً، اعتقد للوهلة الأولى انه اخطأ المكان ودخل إلى عزاء إحدى الجمعيات ،وعندما سأل أبو يحيى السكرتيرة مش هاي عيادة «د.فاتح قزحية» هزّت رأسها بالإيجاب نظر إلى التلفاز كانت مريام فارس تتلوّى على الشاشة المسطحة سألها: «هاي الناس بترقص..لويش هظول ببكوا»؟؟ أجابت بالنفي: ما حدا ببكي حجي ،الجماعة ماخذين قطرة توسيع البؤبؤ..سألته عن الاسم والعمر والزيارة لأول مرة وكتبت كل ذلك على كرت المراجعة وطلبت منه الجلوس على «طربيزة» مقابلة.. بعض المراجعين بدؤوا برفع أنظارهم إلى السقف ثم أسندوها بحركة متوالية على حواف الكنبات الخلفية منتظرين دورهم في الدخول..شدّ المشهد أبا يحيى ثانية وسألها: هو شو بيه بالسقف؟...أجابت بعصبية أكثر وهو تحتكر الصوبة الوحيدة على يمينها: ولا شي حجي قلنا لك قطرة البؤبؤ...صمت وبدأ يخرج الأوراق من جيبه ويفرز ما يريد وما لا يريد ، يمزق القديم ويطوي الجديد و بعد ساعتين من الانتظار..نادته السكرتيرة وفتح باب غرفة الطبيب ليدخل..
- أبو يحيى: السلام عليكم..
- الطبيب: وعليكم السلام..سلامات حجي..
- ابو يحيى: الله يسلمك..
- الطبيب: خير من شو بتشكي؟
- ابو يحيى: والله يا دكتور النظر من المرة صاير..
- الطيب: البعيد ولا القريب..
- ابو يحيى: كله اطقع من بعضه..
- الطبيب: طيب غطي اليمين..وتفرج ع اللوحة..
- أبو يحيى:..اسع إذا بدك تحط لي تبعت الحذوات وهاي لوين وهاي لوين ترى بلعن اللي هه..
- الطبيب: طيب طيب..مالك زعلان..
- ألو يحيى: هظول حافظهن كلهن..يمين شمال لفوق لتحت كله بشوفه..
- الطبيب: لعاد شو اللي ما بتشوفه..
- أبو يحيى: المصاري..بطلت أشوف المصاري شيلة بيلة...(الخمسين طسس..العشرين زوالات...العشرة تشبيه...الليرة أشوا شوي»...فيا بتوسع البؤبؤ...يا بتقول لهم..يكبروا ويكثروا الورق..يا بلعن اللي هه..