الرئيسية مقالات واراء
أحداث اليوم - د. فهد الفانك
لو جرى قبل سنة استطلاع رأي لقادة العالم ، لأكد لنا أغلبيتهم أن بريطانيا ستقرر البقاء في عضوية الاتحاد الأوروبي ، وأن هيلاري كلينتون ستكون الرئيس الأميركي رقم 45 وأن وصولها إلى البيت الأبيض تحصيل حاصل ، وأن الغوغائية السياسية والأصوات العالية في أوروبا وأميركا ليست أكثر من سحابة صيف أو فقاعة فارغة.
هل فشلت مهمة التحليل السياسي والتفكير المستقبلي ، أم أن مبادئ اللعبة العالمية تغيرت ، وكيف يحصل كل هذا بهذه السرعة.
من كان يقول أن الاتحاد السوفييتي سيتلاشى من تلقاء ذاته ، وأن الدول الشيوعية سوف تعود إلى النظام الرأسمالي بحيث أن الشيوعية لم تكن سوى همزة وصل بين الرأسمالية والرأسمالية.
ولا داعي لأن نقف طويلاً عند فشل الاقتصاديين والمؤسسات الدولية بما فيها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في التنبؤ بالأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت العالم قبل سبع سنوات انطلاقاً من وول ستريت.
إذا كان الامر كذلك عندما يتعلق الامر بشؤون العالم وتطوراته في ظل نظام عالمي مستقر ، فكيف يكون الحال عندما يتعلق الامر بشؤون هذه المنطقة من العالم حيث كل شيء ممكن؟.
في الأردن نعرف ذلك جيداً ، وطالما رسمنا خططاً خمسية وثلاثية لتحقيق أهداف مالية واقتصادية معينة فكانت النتيجة أننا حققنا عكسها. أما العيوب التي كنا نريد أن نعالجها فقد تفاقمت وكبرت.
مع ذلك فإننا لم نتعلم الدرس ، وهو أن الوضع الراهن لم يعد يقوم على أساس التخطيط النظري بل إدارة الأزمات وإطفاء الحرائق.
قمنا بوضع خطط استراتيجية على الورق: أجندة وطنية لعشر سنوات قادمة لم تنطبق على السنة الأولى.
وما لنا نذهب بعيداً ، إذا كنا غير قادرين على تطبيق خطة سنوية هي الموازنة العامة التي لا تتحقق أهدافها بالرغم من قصر مدتها ، وتحتاج لإصدار ملاحق للحاق بالواقع.
العالم حولنا يتغير بسرعة ونحن كعرب لا نكاد نتغير ، وإذا كان العالم ينظر إلى الامام فإننا ننظر إلى الخلف حيث الثقة والأمان.
سيكون مركزنا هو الأفضل والأقوى لو أن العالم كله (وليس نحن وحدنا) يعود إلى الوراء ، وإذا كان أهل الكهف قد صحوا بعد 300 سنة فوجدوا الدنيا قد تغيرت ، فإننا على العكس ننام الآن على أمل أن نصحو في الماضي البعيد ، ليحكمنا مستبد عادل ويقود جيوشنا صلاح الدين الأيوبي.