الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ونحن بشر أيضاَ

    شكراً لدولة الإمارات العربية التي أعادت للأذهان العبارة الصحية الإنسانية التي نسيناها منذ زمن: «غير صالح للاستهلاك البشري» عندما أبدت ملاحظتها على بعض الخضروات التي ننتجها وتنتجها أربع دول عربية أخرى والتي تظهر ارتفاع نسبة المبيدات الكيماوية بشكل لافت..علماً أن الخضار المعدّة للتصدير هي الأجود والأصلح والأنقى و»وجه البكسة» الزراعية المحلية فماذا نقول عما نأكله نحن وما تدور به «بكمات الخضار» على مدار الساعة ويقطف من المزارع إلى بطوننا مباشرة وهل هناك رقابة صحية وغذائية ومخبرية لتقيّم صلاحيته للاستهلاك البشري وكم تبلغ نسبة الكيماويات والهرمونات فيه يا ترى؟؟؟..

    برغم الألم من الناحية التجارية ووجع «الضربة» التصديرية ونزول سمعة منتجاتنا الزراعية في الخليج الا أنني مضطر لأن أقول لدولة الإمارات شكراً مرة ثانية لأنها ذكرتنا أننا بشر أيضاَ..شكراً لأن هناك حكومات في الوطن العربي ما زلت تهتم بصحة مواطنيها بغض النظر عن مبدأ الربح والخسارة والروزنامة التجارية والعلاقات الأخوية التي يصرعنا بها المسؤولون خلف منصات المؤتمرات الصحفية..

    **

    بالمناسبة المسالة لم تتوقف عند تلوّث المنتجات بالمبيدات الحشرية فقط...خذوا مثلاً منذ بداية شهر نيسان و»البكمات» تلف بــ»البطيخ» و»الشمام» و البيع «ع السكين» بينما العكّوب ابن الربيع لم ينضج بعد..بأي منطق وتحت أي ظروف مناخية تباع فاكهة شهر تموز في بواكير نيسان؟؟..صحيح ان الوزارة تعهّدت بإتلاف أي محصول يباع قبل أوانه لكن هذا التوعّد ظل «حبرا على ورق» فــ»الفغم» كان « شغّالاً على ودنه»..هل تستطيع وزارة الزراعة أن تقنعنا أن بطيخ نيسان وكل ما يتم شراؤه وتناوله خالٍ من الهرمونات؟؟..كيف نضجت هذه الفاكهة في هذه الظروف ومن يراقب ما يباع في الأسواق المركزية؟؟..ولنكن أكثر صراحة الكثير من الأصناف الزراعية تخضع لتسريع هرموني..إذا لم تصدقوني اتركوا أي حبة «كوسا» في الثلاجة بعد يومين ستجدون «شواربها» أطول من «شوارب» أبو صياح بزمانه..كيف كبرت وتضخّمت بهذه السرعة؟؟!.

    أكثر ما يؤسفني أن القلق الرسمي الذي رافق نبأ توقيف تصدير منتجات الخضار إلى الإمارات وقطر كان قلقاً على الخسارة التجارية بالدرجة الأولى أما صحّة الإنسان هنا وماذا يأكل وماذا يقدّم إليه وما هي الخطوات القادمة لحمايته والحفاظ على صحته فهذه تأتي بالدرجة الثانية...

    أنا متأكد أنني «شارب» مبيدات بحياتي وبنكهات مختلفة أكثر من «الشنينة» نفسها !





    [01-05-2017 10:51 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع