الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أزمة مصطنعة!

    كما توقع كاتب هذا المقال فقد جاءت الأنباء بخبر عزم النقابة العامة للعاملين في الموانئ والتخليص تنفيذ إضراب شامل في كافة مرافق شركة ميناء حاويات العقبة، بداية شهر رمضان المبارك وكالعادة .

    هذه الأنباء كافية كي ترفع وكالات الملاحة رسوم الإزدحام وهي كافية كي ترفع شركة ميناء الحاويات الرسوم بدورها فمن المستفيد ؟

    نحن أمام أزمة واقعة لا محالة في ميناء حاويات العقبة في شهر رمضان المبارك في عادة سنوية تستثمر زيادة الطلب في الشهر الكريم لتحقيق مكاسب عمالية , لكن في ذات الوقت هناك مستفيد خفي من ذلك يغض الطرف ويماطل في الحلول ويرغب بمثل هذا الإزدحام وثمة أصابع تحرك أسبابه لغاية في نفس يعقوب .

    حتى لا تقع الأزمة مجددا لترتفع الأسعار تبعا لإرتفاع أجور المناولة التي تفرضها إدارة الميناء في العادة لا بد من فك خيوط تأزيمها .

    تذكرت النقابة قبل أسبوع على حلول شهر رمضان أن شركة ميناء حاويات العقبة وشركة «ابمتبرمينالز» الأردن انتهكتا قانون العمل وقرارات المحاكم الأردنية بعد مضي 8 شهور من مفاوضات فاشلة و لماذا إنتظرت كل هذه المدة وإنتقت شهر رمضان المبارك للرد ؟.

    أذكر هنا أن أزمة العام الماضي كانت لذات الأسباب لكن كان ينبغي النظر الى ما سبقها من أحداث لا زالت أثارها ماثلة فقد عانت شركة إدارة ميناء الحاويات خسائر مادية ومعنوية تسبب بها إضرابات متكررة للعمال وتراجع ملموس في حجم المناولة بسبب الأحداث في المنطقة وأهمها شبه الشلل الذي أصاب سوق الترانزيت للعراق وهو السوق الذي يمثل الجائزة للشركة التي تعول عليه كثيرا في تعظيم العائد على إستثماراتها فالسوق المحلية سوق لا تزال صغيرة بالمقارنة مع حجم سوق العراق لو أن نشاطه إستمر طبيعيا وهو عنصر جذب لشركات كثيرة حول العالم متخصصة في إدارة الموانئ والملاحة البحرية .

    مر كل رؤساء سلطة المنطقة الإقتصادية الخاصة بنفس إختبار ميناء الحاويات وستمر الأزمة بمراحلها الطبيعية الى أن تنتهي تلقائيا كما هو الحال في كل أزمة لأن الحلول غائبة , فمشكلة الميناء مزدوجة , تكدس بضاعة وتباطؤ في آن معا , لكن وقوع الأزمة غير مبرر لأن زيادة واردات الميناء في رمضان وقبل العيد لا يفترض أن تفاجئ الميناء كذلك إضراب العمال المتوقع والذي وإن فاجأ جميع الأطراف فليست شركة إدارة الميناء من بينها .

    إن صح أن حجم العمل في الميناء أكبر من قدراته وطاقته الاستيعابية.فقد كان يفترض زيادة طاقة العمل فالموانئ مثل المطارات والمستشفيات وهي مثل مؤسسات الدفاع المدني والشرطة والجيش , تعمل ليل نهار , لا يحكم العاملين فيها ولا العاملين معها ولا المرتبطة أعمالهم بها فترة دوام.

    لماذا تبقى طاقة الميناء بسعة متواضعة بعد كل أزمة يقع فيها منذ 10 سنوات!.





    [02-05-2017 10:43 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع