الرئيسية مقالات واراء
الطالب الشاطر في طريقه الى مدرسته يبدأ يومه بشراء ساندويش، من محل يبيع اطعمة فاسدة ويصبح خبرا مهما للذين يبحثون عن كارثة يومية.
والطالب الشاطر له ام تستطيع اعداد الساندويشة، وعند والده ليرة.. نصف ليرة لوضعها في جيبه، وعلى حد ما نعلم فان بلدنا يتألف من الفقر والبطالة، فلماذا يتجاوز الفقر هذه الشريحة من الطلاب؟ لماذا لا يقوم البيت بتزويده بالساندويشة، ولماذا يجب ان يشتريها من محل يبيع اطعمة فاسدة؟ ولماذا لا يسأل هؤلاء الذين يجلدون بلدهم كل يوم، من اين جاء الدينار ثمن سندويشة المحروس الفاسدة؟ لو ان مدير مدرسته طالبه بعشرة قروش لصندوق المدرسة: ما الذي يمكن ان يحدث، وكم عدد كتّاب المقالات وماذا يمكن ان تفعله احزاب الاتحاد السوفياتي العظيم والجبهة الشعبية، والديمقراطية.. وبقية القرن الماضي؟!.
الله اكبر. عشرة قروش لاصلاح لوح الزجاج الذي كسره المتحاجرون؟ لماذا لا يدفعها الفاسدون؟ ثم لماذا لا يتم استجواب نيابي للحكومة التي تجرؤ على مطالبة الطلاب الفقراء المعدمين الجائعين بعشرة قروش؟!.
سنقف طويلا عند قصة الطالب الذي يشتري قبل وصوله الى المدرسة ساندويشاً من محل يبيع طعاما فاسدا وسنشهّر بالذين يهينون بلدنا كل يوم، وبالذين لا يجدون فيها الا الفساد والفقر والبطالة، ونقول لهم: كم واحد منكم لا يجد في بيته ساندويشة يأخذها معه الى المدرسة، فيشتري واحدة من مطعم يبيع اغذية فاسدة، ثم نجلد وزير التربية والتعليم، باستحضاره من مكتبه لرؤية الطلاب المصابين بالتسمم، يا عيب الشوم على هذه الوزارة، وعلى الحكومة وعلى الاردن.
هذا الطالب، ويبدو ان مثله الكثير لان الطلاب المسممين كانوا كثرا ولان الضجة الصحفية، وضجة الاحزاب والمنتديات كانت غير قليلة.
يا عيب العيب!!.