الرئيسية مقالات واراء
في وقت أصبح فيه اكتمال نمو البطيخة أسرع من اكتمال رأس أرجيلة، ونزول الكوسا أسرع من نزول تطبيق الفيسبوك، أما الفراولة فقد أصبحت تزرع قبل صلاة الظهر، وتباع في الأسواق العالمية بعد صلاة العصر !
فلابد من التفكير جديا في هذه الطفرة العلمية في الهرمونات الزراعية بأنتاج هرمونات حكومية بدل الخطط الاسراتيجية التي تسير بخطى السلحفاة!
إحدى الأردنيات تزوجت مع انطلاق العمل بالباص السريع، اليوم لديها أربعة أولاد وحامل، وزوجها أكمل قرض الزواج وشارف على إكمال قرض البناء، وحماتها وأبوها أصبحا في ذمة الله، ولم يتغير على الباص السريع شيئا منذ كانت في شهر العسل!
لو كان لدينا هرمون خدمات وتم إجبار أمين عمان عليه لأصبح الباص السريع اليوم يربط العاصمة بالعقبة بدلا من عجزه عن ربط صويلح بالجامعة الأردنية!
في الأردن أقرب موعد طبي لعملية مرارة تعاني من الالتهاب الشديد ستة أشهر، في دول أخرى تكفي ستة أشهر لمعالجة تسرب إشعاعي من محطة نووية، ماذا لو كان هناك هرمون صحي يعطى لوزير الصحة فيصبح موعد عملية المرارة بعد ست ساعات كونها لا تحتاج سوى لمقص وخيط، بينما بعد ستة أشهر لن يكون المريض بحاجة إلى عملية بل الدعاء له بأن يجعل قبره روضا من رياض الجنة!
كلما جاء وزير طاقة يقول: ندرس استغلال خامات الأردن من الصخر الزيتي، وحتى تنتهي الدراسة وإحالة العطاء على شركة أجنبية لاستثماره وإنتاج أول برميل بترول أردني من الصخر الزيتي تكون في حينها كل السيارات تسير على الطاقة الشمسية وسعر علبة البيبسي أغلى من برميل البترول!
ماذا لو أخذ الوزير هرمون طاقة، سيبدأ إنتاج الاردن فورا من البترول وسألبس فورا دشداشة وشبشبا من جلد الكنغر، وستختفي سيارات مضروب ومصلّح من شوارع الاردن وسنبدأ بتجربة سيارات الدفع الرباعي ذات الشاشات الأربع، وفي عطلة العيد سنكون في حيرة من أمرنا هل ستكون في باريس أم روما بدلا من ذهابنا كل عيد الى حديقة الحيوانات لنرى النعامة، أما العشرة دنانير عيدية الولايا فستصبح رزمة خمسينات، وستغير المولات عروضها من ثلاث علب فول بدينار إلى ثلاث قطع ألماس بألف دينار، والأهم أنه إذا وجدنا مخالفة على السيارة لن نصاب بهبوط في القلب بل سنشكر الشرطي على القيام بعمله، وسيصبح سعر الصوت في الانتخابات النيابية شاليه في العقبة بدل الخمسين دينارا!
مايزال خطيب الجمعة يذكرنا فقط ( بأن كل نفس ذائقة الموت) وماذا أعددنا للقبر وهو صندوق العمل، سيدنا الشيخ لماذا تنظر دائما الى النهاية والقبر ولا تنظر الى المستقبل والحياة، لماذا لاتذكرنا بالأمانة والنشاط والعمل الصالح والإخلاص للوطن، نعم مطلوب منا أن نموت وقد قمنا بعباداتنا ولكن، ذكّرنا أن لا نموت ووراءنا وطن مديون، ذكّرنا أن لانموت وفي وطننا جائع، ذكرنا أن لانموت وفي وطننا فقير أو شاب عاطل، هذه الذكرى أيضا تنفع المؤمنين فالوطن أيضا صندوق للعمل.
وزير الأوقاف مطلوب منه أيضا أن ينضم لمتعاطي الهرمونات، حتى تكون الخطبة الموحّدة القادمة عن خطر الفساد والمفسدين في الأرض لا عن عيد الشجرة!
أما رئيس الوزراء فنرجوكم أن يبقى بلا أي هرمونات، فقد يرفع أسعار نكاشات الأسنان لتصبح بسعر صنوبرصات السيارات ولا نستفيد شيئا!