الرئيسية مقالات واراء
قادتني الصدفة الى جوار مدرسة بنيت على ضفاف بحيرة ليمون في جنيف وقد ظننت للحظة انها مدرسة اهلية لفرط انتشار الملاعب فيها ولاناقة مظهرها العام لكنها كانت مدرسة حكومية.
تستقطب المدارس الخاصة في جنيف اقل من 5%من الطلاب والسبب ليس تفوقها بل ان بعض الاهالي من البعثات الدبلوماسية يختارونها لاسباب موضوعية.
كانت المدرسة الحكومية ذات البناء الجميل تثير فضولي لكنها كانت تغريني أكثر خصوصا وأن الأطفال فيها يلعبون بسعادة بالغة ويرفض بعضهم نداءات الأمهات المتتالية للمغادرة.. كيف تصبح المدرسة مرغوبة للطالب أكثر من أي مكان آخر؟
وكيف يصبح أطفال يمضون معظم وقتهم في اللعب , علماء وخبراء اقتصاد وفنيين مهرة ومخترعين في المستقبل ؟
وقد كنا رأينا قبلها بيوم واحد مشروعا مشتركا للأبحاث يهدف لإنشاء مسارع يقوم على الطاقة المغناطيسية نجاحه سيساعد على اكتشافات علمية جديدة في الطب والصناعة وغيرها كلفته تقارب ال 5 مليارات فرنك سويسري جمع له مهندسون من مختلف دول أوروبا لكن الخبراء المهنيين فيه هم حجر الرحى في اجازة فهم من سيحولون الأفكار الإبداعية إلى نماذج قائمة.
لم يكن صعبا ان تعرف ان السر في أساليب التعليم دون وطأة ضغوط الخيارات.. فبعد المرحلة الابتدائية يتجه الطلبة إلى التعليم في المراحل اللاحقة حسب اختباراتهم وأكثر من 70%يتجهون إلى التعليم الفني والمهني.. ان تحديد اتجاهات التعليم ضمن رغبات الطلبة أثبت أنه الخيار الأفضل لكن الأهم أن هذه الاتجاهات مرتبطة بالتوازي مع حاجات السوق التي تبدأ بالتزامن مع المرحلة الثانوية.
يدرس الطلبة 7 مواد أساسية ويترك لهم اختيار مواد محورية وأخرى تكميلية في عملية تمكنهم من تحديد اتجاهات المستقبل.
هذه ليست مقاربة بين نظامين من التعليم إحداهما في الاردن والآخر في اي مكان من العالم وفي جنيف في سويسرا تحديدا حيث هذا البلد من أكثر البلدان انفاقا على التعليم وهو أيضا من أكثر الدول فوزا بجوائز نوبل للعلوم.. لكنه استدعاء لنموذج تعليمي لا تختلف العقول التي توصلت إليه عن العقول التي لا زالت تتمسك بتابوهات بالية.. لكن الوصول إلى هذا النمط من التعليم في سويسرا لم يكن سهلا أيضا فقد خاض الخبراء سجالا طويلا كانت الإدارات تتمسك فيه بقاعدة ذهبية وهي أن إنفاقها الكبير على التعليم يجب أن لا يذهب سدى وينبغي ان يحرز نتائج خلاقة وفي نهاية المطاف انتصر التجديد.
قرأت أن وزارة التربية والتعليم تعتزم انشاء مدارس نموذجية جديدة.. شخصيا لا أستطيع فهم هذه التسمية ففيها شكلا من أشكال التمييز ربما لأنني احب ان تكون كل مدارس المملكة نموذجية.