طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

احداث اليوم

الذكرى الـ 26 للوفاء والبيعة: من حلم المؤسس إلى إنجازات الملك المعزز .. مئة عام من البناء


أنس خشاشنه
يحتفل الأردن يوم السابع من شهر شباط / فبراير من كل عام بذكرى الوفاء والبيعة، وهي مناسبة وطنية تحمل في طياتها معاني الوفاء والتقدير لعراقة التاريخ الأردني، وتمثل مرحلة مهمة من مراحل بناء الدولة الأردنية الحديثة. هي ذكرى تجسد إرادة الشعب الأردني في تعزيز الوحدة والولاء لقادته بدءًا من الملك المؤسس عبد الله الأول، مرورًا بالعاهل الراحل الملك الباني الحسين بن طلال، وصولًا إلى جلالة الملك المُعزز عبد الله الثاني الذي يقود المملكة نحو آفاق جديدة من الازدهار .

الملك عبد الله الأول: المؤسس والرمز
بدأ المسار التاريخي للأردن عندما قرر الملك عبد الله الأول بن الحسين أن يقود حركة التأسيس للدولة الأردنية الحديثة في نيسان / ابريل 1921، فأعلن من عمان يوم التاسع من نيسان من العام نفسه تأسيس إمارة شرق الأردن، لتكون بداية انطلاقة نحو السيادة والاستقلال. وبقي الملك عبد الله الأول رمزًا للثبات في مواجهة التحديات، ساعيًا لتأسيس دولة ذات سيادة قانونية على أرضها وشعبها .

الملك عبد الله الأول كان حكيمًا حليمًا على دراية تامة بأن الوحدة العربية هي أساس القوة في المنطقة، لذا فإنه سمى الجيش الذي أسسه بالجيش العربي، وتشكلت أول حكومة في عهده من شخصيات عربية، كما حرص الملك المؤسس على بناء علاقات متوازنة مع الدول العربية المحيطة بالأردن، وكان له دور بارز في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول الكبرى.

اغتيل الملك عبد الله الأول يوم 20 حزيران 1951 أثناء زيارته للمسجد الأقصى في القدس، لكنه ترك وراءه إرثًا كبيرًا في الإدارة والعلاقات الدولية المتوازنة وبناء الدولة الأردنية .

الملك الباني الحسين بن طلال
بعد اغتيال الملك عبد الله الأول، تولى العرش الملك طلال بم عبدالله لمدة وجيزة، وبسبب مرضه انتقل الحكم إلى نجله الأكبر الملك الحسين بن طلال، الذي قاد المملكة الأردنية الهاشمية بفكر وعزيمة قوية طوال خمسة عقود تعتبر من أكثر مراحل المنطقة العربية صعوبة وتعقيدًا .

كان الملك الحسين شخصية محورية في السياسة الأردنية والعربية، وُصف بالزعيم الحكيم الذي نجح في توجيه الأردن نحو استقرار داخلي، كما اتخذ العديد من القرارات المصيرية التي أثرت في المنطقة .

خلال عهده، عُرفت الأردن بتطوراته الاقتصادية والاجتماعية، إذ أسس الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه العديد من المشاريع التنموية والتعليمية التي أسهمت في بناء البنية التحتية للمملكة. كما لعب دورًا أساسيًا في الأحداث العربية الكبرى، من ضمنها الصراع العربي الإسرائيلي، والسعي نحو تحقيق السلام الدائم في المنطقة .

الملك المعزز عبد الله الثاني .. القيادة نحو المستقبل
مع وصول الملك عبد الله الثاني بن الحسين إلى العرش في 7 شباط / فبراير 1999، دخلت المملكة الأردنية الهاشمية مرحلة جديدة من التطور والنمو. يُعرف الملك عبد الله الثاني بجديته في التعامل مع التحديات السياسية والاقتصادية الداخلية، واهتمامه البالغ بتطوير مستوى حياة المواطنين الأردنيين في القطاعات كافة .

منذ تولي الملك المُعزز عرش المملكة الأردنية الهاشمية، حرص جلالته على إيلاء الإصلاحات الشاملة في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية جل اهتمامه، وسعى لتعزيز الشفافية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات. أرسى الملك عبد الله الثاني مبدأ الحداثة والتطور، مع الحفاظ على هوية المملكة الأردنية الهاشمية وقيمها الأصيلة. كما سعى لتعزيز دور الأردن في السياسة الإقليمية والدولية، مؤكدًا مواقف المملكة الثابتة تجاه القضايا العربية والإسلامية والعالمية .

رؤية الملك عبد الله الثاني للأردن تقوم على ضرورة تعزيز الاستقرار الداخلي وتوسيع دائرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية. من أبرز تلك الإصلاحات، تحسين النظام التعليمي وتعزيز استقلالية القضاء وزيادة حجم الاستثمارات في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والنقل والاتصالات .

ذكرى البيعة والوفاء

يحتفل الأردن هذا العام بذكرى الوفاء والبيعة الـ 26. تعكس هذه المناسبة علاقة العرش بالشعب الأردني وترسخ مفهوم الوفاء والتلاحم بين القيادة والشعب. وتعتبر هذه الذكرى بمثابة تجديد للبيعة الملكية، تأكيدًا على الدعم الشعبي الكبير للملك عبد الله الثاني في مسيرته نحو تعزيز الاستقرار والازدهار .

وفي هذه المناسبة، تبرز العلاقات الوطيدة بين القيادة والشعب، إذ يحرص الأردنيون على التعبير عن وفائهم وتقديرهم للملك عبد الله الثاني، والاحتفال بما تحقق في ظل حكمه من إنجازات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي .

تظل ذكرى الوفاء والبيعة الـ 26 ذكرى وطنية عظيمة، تسلط الضوء على مسيرة وطنية مليئة بالتحديات والإنجازات التي تمت عبر مختلف العهود الملكية في الأردن. من الملك المؤسس عبد الله الأول إلى عهد الملك المُعزز عبد الله الثاني، مرورا بالملك الحسين بن طلال الباني، تظل المملكة الأردنية الهاشمية حريصة على تعزيز تقدمها في مختلف المجالات، مما يجعل هذه المناسبة فرصة لتجديد البيعة والانتماء للوطن .

إن الأردن اليوم يشهد تقدمًا في مختلف المجالات، مدعومًا برؤية قيادته الحكيمة وبتكاتف شعبي كبير، ويستمر في رسم ملامح المستقبل المشرق للوطن والشعب .

جميع الحقوق محفوظة
https://www.ahdath24.com/article/293691/5