طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

احداث اليوم

الثامن من آذار .. لمَ لا تكون كل أيام العام أنتِ؟


محمد أبوعريضة
أنت الأم؟
كلا
أنت الزوجة والحبيبة؟
كلا أيضًا
أنت الأخت؟
ربما
أنت العشيقة؟
كلا
لكن أنت كل هؤلاء
أو أنت أنا
أو نحن أو أكثر قليلًا
******
الثامن من آذار عيدك
فهل وُلدتِ في هذا اليوم؟
الحكايا عن الثامن من آذار كثيرة؛
لكنها تذهب وتجيء ... تصعد وتهبط، فتظل مؤنثة الصفة والهيئة.
قالوا: أنت انتزعت اليوم من الرزنامة عنوة، يوم أن تداعت نسوة الاتحاد الديموقراطي العالمي، عام انتهاء الحرب العالمية الثانية، فاجتمعن في باريس، فانطلق العيد.
هل فعلًا فعلت ذلك؟
أم ارتمى اليوم في حضنك بحثًا عن دفء عزيز؟
ويقال أن الأمر يعود إلى ما قبل ذلك، يوم أن خرجت آلاف النساء في نيويورك عام 1856، منددات بظروف العمل غير الإنسانية.
ويقال أن الأمر يعود إلى عام 1908، حينما خرجت آلاف العاملات في مصانع النسيج يحملن قطعًا من الخبز وباقات الورد.
فهل ترد اليوم أيها الرجل ورودها إليها، أم تذكرها بالعبير، وهو يترنح تحت وطأة الذكورة؟
نون النسوة في الثامن من آذار تزدهي بالنقطة فوقها، والنقطة فوق النون تتباهى بأنها أنثى بهية، ترقص أمام الحروف بدلال.
تاء التأنيث، هل تنفعك النقطتان من دون نسوة تحتفي بالمساء بعد المغيب.
نون النسوة وتاء التأنيث؛
قالوا: هما ازدراء الإنسان للأنثى.
وأقول: هما تمييز لك أيتها الحبيبة عن ذكورتنا الفجة.
قالوا: هما محاولة امتلاك اللغة لفحولة النص.
وأنا أقول: هما عبقرية اللغة، لأجلك أيتها الحبيبة.
الثامن من آذار؛ رائحتك تعشق التفاصيل ... أناملك تعشق لحن الدهشة في عيون آذار، أما لحظك النامق؛ فقد أحسن الحرف وكتابته، فقبل البردة، كانت النقاط عزيزة، لذا كانت النسوة ونونها ترقص في المساءات، بلا تاء تأنيث تُعشب خشونة التفاصيل.
سلامًا لك أيتها الحبيبة، فيومك بلا ريب يذكرنا أننا خرجنا من رحمك البهي.
خرجنا نبكي، فاعتصرت اللبأ، وألقمتينا أول الحياة، وأول الوجد.
سلامًا لك أيتها الحبيبة، فقبل اليوم، كنا نفترس الدهشة، نلوك التفاصيل، ولما رضعنا منك مرايانا، وتراءت لنا سَوءاتنا بلا رتوش، تذكرنا بأنك أنت الأم ... نعم.
الأخت ... نعم
العشيقة ... بالتأكيد
نعم؛ أنت نحن ...
أنت أنا
أنت الحياة وسرها
فلم لا تكون أيام العام كلها أنت؟


جميع الحقوق محفوظة
https://www.ahdath24.com/article/295669/5